تاريخ النشر: 08 تشرين الثاني 2025


ومضات
ومضات
الكاتب: وليد بطراوي

البوصلة
فجأة، وبقدرة قادر، تحولت قضية معتقل «سدي تيمان» الإسرائيلي سيئ الصيت، الى قضية تتعلق بالمدعية العسكرية الإسرائيلية. فمن احتمال انتحارها ووجود رسالة على هاتفها المحمول الى احتمالية غرقها، ومن ثم إعلان الشرطة الإسرائيلية العثور عليها على قيد الحياة، وبعد ذلك التحقيق معها وفرض الإقامة الجبرية عليها، تحولت الأنظار عن حقيقة ما حدث ويحدث في هذا المعتقل، بحيث لم نعد نسمع ونقرأ شيئاً عنه.

من لم يمت بالسيف
مهمة جديدة أجريتُ خلالها مجموعة من المقابلات مع صحافيين وصحافيات في العراق واليمن والسودان وسورية وفلسطين حول التحديات الأمنية التي تواجههم. المثير في الامر ان لكل بلد وسياق تحديات مختلفة، ففي الضفة الغربية تتلخص التحديات باعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على الصحافيين والصحافيات، وفي قطاع غزة هم في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، اما في الداخل الفلسطيني فالتحديات منبعها المؤسسات الإعلامية والتحريض الممنهج وبالطبع المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. في العراق قد تشكل الهوية الدينية تحديا امنياً إضافة الى إعلاء صوت الفئات الهشة، اما اليمن فالجماعات المسلحة والفوضى الأمنية هي اكبر تحدٍ. في السودان الصحافيون والصحافيات ضحية الصراع السياسي والملاحقة الأمنية، كذلك الامر في سورية وخاصة في المناطق التي لا زالت تشهد توترات مثل الساحل.

أمس واليوم وغداً
تابعت كغيري من المواطنين حادثة انقلاب شاحنة النفايات على طريق رام الله – نابلس، وتذكرت ان هذه الشاحنة كانت قد تسببت بحوادث أخرى منها انفلات احدى عرباتها في وسط نابلس قبل عام او عامين. وأكاد اجزم انها ستعود للعمل بنفس الطريقة وستتسبب بحوادث أخرى دون ان يحرك احد ساكناً. أسئلة كثيرة بحاجة للإجابة وبالتالي المساءلة والمحاسبة.

إلى الهيئة المسؤولة عن الإعلام  
تستفزني الإعلانات التجارية السخيفة، وخاصة ان للإعلان أصولاً وفنوناً تُدرّس في الجامعات والمعاهد، وتأخذ بعين الاعتبار سيكولوجية المستهلك وعاداته الشرائية. لكن اكثر ما يستفزني، بل ويقلقني تلك الإعلانات التي تعتمد أسلوب استعراض العضلات والقوة والخطف والزعرنة والمسخرة والهبل في الترويج. في احد هذه الإعلانات تظهر مجموعة من المركبات السوداء ذات الدفع الرباعي، تنزل منها مجموعة من المسلحين، ويقتحمون معرضاً للمفروشات على ما اذكر، وفي اعلان آخر تظهر جرّافة تقتهم مقهى، وفي إعلانات أخرى عمليات خطف. أين دور الهيئة المسؤولة عن الإعلام من هذا؟

لو كنت مسؤولاً
لالتحقت بعدد من الدورات التدريبية للتسلح بالمهارات الهامة التي اصبح لا بد من إتقانها مثل التعامل مع الذكاء الاصطناعي والتسلح بأدوات الامن السيبراني، فلا يعقل ان يكون العالم في واد وانا ما زلت في قاع هذا الواد.  

الشاطر أنا
في أيار 2023 كنت بدرّب الصحافيين والصحافيات في الضفة الغربية وغزة على السلامة والأمن. كان مفترض انه واحد من التدريبات يكون في نابلس، بعد اجراء عملية تقييم المخاطر، أبلغت المؤسسة المتعاقدة معي والمؤسسة اللي مفروض أدرب من خلالها، إنه صعب إجراء التدريب بسبب التهديدات الأمنية. بعد اربع اشهر، بيلاقيني زميل من نابلس وبقول لي بسخرية «سمعت انك خايف تيجي ع نابلس». رديت عليه انه التدريب متخصص بالسلامة والأمن، وجزء كبير منه يتعلق بتقييم المخاطر، ولما عملت تقييم للمخاطر وجدت انه هناك تهديدات معينة ممكن تأثر على سلامة المدرب والمتدربين وخاصة اللي بيجو من مناطق خارج نابلس، يعني المسألة مش خوف بل الحد من المخاطر، لإنه لا انا ولا المنظمة المتعاقدة معي ولا المؤسسة الشريكة ممكن نضمن سلامة حد، وممكن نتحمل مسؤولية تعرض أي مشارك او مشاركة للخطر حتى لو كان احتمالُه ضئيل.
للتعليق wbatrawi@journalist.com