محافظات - "الأيام": أحيا أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، أمس، الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس القائد ياسر عرفات بفعاليات ومسيرات عدة.

وشارك آلاف المواطنين، إضافة إلى عدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة فتح، ووزراء، وممثلي فصائل ومؤسسات، في الفعالية المركزية لإحياء الذكرى الـ(20) لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات، وأقيمت عند ضريحه في مقر الرئاسة "المقاطعة" في البيرة، أمس، تلبية لدعوة من مؤسسة ياسر عرفات.
وأكد نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، أن إحياء الذكرى، حل في ظل ظروف بالغة التعقيد والصعوبة تمر بها القضية الوطنية والشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الرئيس عرفات كان قائدا استثنائيا ومن جيل العمالقة.
وأضاف في كلمة باسم الرئيس محمود عباس: الرئيس عرفات قاد مسيرة الحرية ليس للشعب الفلسطيني فحسب، بل لكل حركات التحرر في العالم، مشيرا بالمقابل إلى العدوان الإسرائيلي الهمجي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
وقال: إن جرائم الاحتلال في قطاع غزة غير مسبوقة، مذابح ضد الأطفال والنساء، ودمار وقصف للمستشفيات والمدارس، لافتا في الوقت ذاته، إلى الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة في الضفة، وما يخلفه الاحتلال فيها من خراب وتدمير.
وتابع: الاحتلال يسعى إلى تغيير الواقع على الأرض في كل الوطن، وفي القدس والأقصى تحديدا، مستنكرا بالمقابل جرائم دولة الاحتلال بحق الأسرى.
واستدرك: صحيح أن العالم لا يأخذ موقفا بمستوى خطورة الحدث، وأن الأمة غادرت أولوياتها تماما، لكن شعوب العالم معنا، سواء في الجامعات، أو عشرات الآلاف من الشعوب في عواصم العالم تسعى من أجل تأييد الحق الفلسطيني.
وقال: الشعب الفلسطيني مصمم على الصمود والاستمرار على طريق الشهداء، رغم المعاناة والألم، وهذا ما أشار له الرئيس أبو مازن حينما قال: إن قضيتنا عصية على التصفية، وشعبنا لا يمكن إلغاؤه على الإطلاق.
من جهته، بين عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة د. واصل أبو يوسف، أن ذكرى استشهاد الرئيس عرفات، حلت في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لحرب إبادة جماعية ضمن سياسة قتل، وتجريف، وتهويد، وإطلاق العنان لقطعان المستعمرين، وكل ذلك نتاج الشراكة الأميركية ودعمها الكامل لدولة الاحتلال، والصمت والعجز الدوليين حيال ما يحدث.
وركز رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية داخل الخط الأخضر محمد بركة، على دور الرئيس عرفات كمفجر للثورة المعاصرة، وبانٍ للهوية الفلسطينية بعد النكبة، مضيفا: "في ذكرى أبو عمار مع مرور الوقت يكبر الفقدان".
من جهته، ذكر رئيس مجلس إدارة مؤسسة "ياسر عرفات" د. أحمد صبح، أن ذكرى رحيل الرئيس عرفات مناسبة خاصة، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني سيظل وفيا للأهداف التي قضى لأجلها.
وقال: تأتي الذكرى الـ(20) لاستشهاد عرفات، وقد ولد جيل بأكمله بعد استشهاده، فمن ولد بعد استشهاده أصبح شابا يافعا في سنواته الجامعية، (...) ونحن لم نأتِ لنبكي على الأطلال، ونترحم عليه، بل لنقول: إن ذكرى أبو عمار، يجب أن تتحول إلى إجابة حقيقية عن التحديات الوجودية التي يفرضها علينا احتلال ظالم قاتل.

إحياء الذكرى في المحافظات

وفي الخليل نظمت مديرية التربية والتعليم، الفعالية المركزية لإحياء ذكرى استشهاد القائد عرفات، بمدرسة عثمان بن عفان الأساسية للبنين، بالإضافة إلى افتتاح معرض صور خاص بهذه الذكرى في جامعة الخليل.
وشهدت الفعالية حضورا رسميا وجماهيريا، حيث شارك فيها المدير العام للتربية والتعليم في الخليل عاطف الجمل، ورئيس بلدية تفوح أحمد خمايسة، وممثلون عن الأجهزة الأمنية، وأعضاء من المجتمع المحلي ومجلس أولياء الأمور.
بدأت الفعالية بقراءة الفاتحة على روح الشهيد ياسر عرفات، والسلام الوطني الفلسطيني، تبعتها كلمة مدير مدرسة عثمان بن عفان أحمد إرزيقات، الذي أشاد بإسهامات الرئيس الراحل في ترسيخ الروح النضالية، وبناء الهوية الفلسطينية لتحقيق المشروع الوطني.
وأكد الجمل دور عرفات في تعزيز الوحدة الوطنية، ودعم قضية الشعب الفلسطيني على المستويين الدولي والمحلي.
وفي كلمة رئيس بلدية تفوح، أشار إلى أن الرئيس عرفات قاد الكفاح الفلسطيني، ووضع القضية الفلسطينية في قلب اهتمامات العالم، داعيا إلى مواصلة النضال الذي انطلق به الرئيس عرفات.
وتضمنت الفعالية أيضا عرضا كشفيا وقصائد وطنية وأهازيج شعبية، جسدت عمق الانتماء للقضية الفلسطينية وإرث الشهيد أبو عمار.
وفي جامعة الخليل، افتتح محافظ الخليل خالد دودين معرض صور يوثق مسيرة الرئيس الراحل ياسر عرفات، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والأمنية، وأسرى محررين.
واحتوى المعرض على صور توثق مراحل النضال للرئيس الراحل، واستعرض مسيرته في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وحلمه في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف.

وفي محافظة طولكرم، أحيت اللجنة الوطنية العليا تحت رعاية محافظ طولكرم، امس، ذكرى استشهاد القائد عرفات وإعلان وثيقة الاستقلال، بفعالية وطنية في مقر قيادة المنطقة في المحافظة.
وقال المحافظ مصطفى طقاطقة: "ياسر عرفات كان معركة فاصلة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وهي معركة الهوية الوطنية، وهو مؤسس الفكر الثوري مع إخوانه القادة الأوائل المؤسسين".
وقال قائد المنطقة العقيد أحمد الباز في كلمته: "نحيي، اليوم، ذكرى أليمة على قلوبنا، وهي ذكرى استشهاد القائد ياسر عرفات، ذلك الرجل الذي ضحى بنفسه شهيدا لتحقيق حلم الكل الفلسطيني بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وألقى ممثل فصائل العمل الوطني حكم طالب، كلمة استذكر فيها مسيرة الشهيد أبو عمار وحضوره الوطني والنضالي والثوري.
بدوره، شدد فيصل سلامة في كلمة حركة "فتح" - إقليم طولكرم، على دور الشهيد ياسر عرفات، "الذي جعل من الكوفية الفلسطينية رمزا وهوية، وهو صاحب الفكر ومفجر الثورة، وسار على دربه الرئيس محمود عباس مدافعا عن قضيتنا الوطنية".
وفي محافظة طوباس، شارك أبناء الشعب الفلسطيني في محافظة طوباس، امس، في مسيرة حاشدة إحياء لذكرى استشهاد الرئيس عرفات.
وجابت المسيرة، التي دعت إليها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ومحافظة طوباس، شوارع المدينة، ردد المشاركون فيها شعارات وهتافات الوفاء للشهداء، كما نددوا بجرائم الاحتلال المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد، إلى أن أبناء الشعب الفلسطيني يحيون الذكرى الـ 20 لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات، ويؤكدون وفاءهم لذكراه ولدماء الشهداء، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يسير، اليوم، في طريق واضح لا لبس فيه نحو الاستقلال والحرية والعودة.
بدوره، قال أمين سر حركة "فتح" في طوباس محمود صوافطة: إن جماهير المحافظة تشارك، اليوم، في إحياء ذكرى الرئيس الشهيد ياسر عرفات، ويؤكدون من خلال ذلك الوفاء لدماء جميع شهداء الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني، اليوم، بتضحياته ووفائه لدماء شهدائه يؤكد تمسكه بحقوقه الثابتة في دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.

وفي محافظة قلقيلية، نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، ومؤسسة الأشبال والزهرات بمفوضية التعبئة والتنظيم بالتعاون مع بلدية قلقيلية، امس، معرض صور، إحياءً لذكرى استشهاد عرفات.
وقال محافظ قلقيلية حسام أبو حمدة: إن ياسر عرفات كان رمزا للنضال وللمقاومة والصمود، ووضع القضية الفلسطينية في قلب اهتمامات العالم.
وأوضح مسؤول دائرة الإعلام بإقليم "فتح" طارق الخطيب، أن المعرض يضم زوايا متنوعة تشمل صورا خاصة بالشهيد ياسر عرفات ومراحله النضالية والبطولية، وزاوية أخرى تختص بالكتب التاريخية والقضية الفلسطينية، ومجسمات تحاكي معاناة الشعب الفلسطيني إثر العدوان الإسرائيلي.

في لبنان

وفي لبنان، أحيا أبناء الشعب الفلسطيني ذكرى استشهاد عرفات، وخلال فعالية أحياها أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة صيدا جنوب لبنان، أكد أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير في لبنان اللواء فتحي أبو العردات، ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية والصمود أمام محاولات التصفية، لافتا إلى أن إحياء هذه المناسبة يأتي تزامنا مع العدوان المستمر على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، ولبنان الشقيق، ما جعل الفعالية تقتصر على وضع أكاليل الزهور تكريما للشهداء.
وندد أبو العردات بسياسات التجويع التي يفرضها الاحتلال على غزة، باعتبارها جرائم إنسانية محرمة دوليا، مؤكدا أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية لتعزيز وحدة الصف.
كما وضع أبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات عين الحلوة، ونهر البارد، والبداوي، والمية ومية، أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء.