
بقلم: آنا برسكي
قبيل لقاء رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بالرئيس دونالد ترامب يتبلور فهم إستراتيجي بين القدس وواشنطن: سيبدأ إعمار قطاع غزة فقط وحصرياً في المناطق التي توجد اليوم تحت سيطرة عسكرية إسرائيلية، داخل الخط الأصفر. ولاحقاً طالما بقيت "حماس" ترفض نزع سلاحها ستتسع المنطقة المعمرة التي تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي بالتدريج حتى نحو 75 في المئة من أراضي القطاع.
وحسب مصادر في إسرائيل وفي الولايات المتحدة لا يمكن انتظار تجريد "حماس" كشرط للبدء بإجراءات الإعمار، لكن أيضاً لا توجد نية للسماح بالإعمار في المناطق التي تسيطر فيها "حماس".
وبالتالي، البديل الذي يدرس هو البدء الفوري بإعمار مدني، اقتصادي، وفي البنى التحتية فقط وحصرياً في المنطقة التي ينتشر فيها الجيش الإسرائيلي بالفعل، نحو 53 في المئة من أراضي القطاع اليوم، في ظل خلق مسيرة متدرجة تؤدي إلى توسيع الخط الأصفر إلى نحو ثلاثة أرباح القطاع.
وحسب هذا البديل فان الإعمار سينفذ على مراحل. بداية ستقام مناطق سكن، بنى تحتية، خدمات صحية، وتوفير غذاء في المنطقة التي تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية.
تصبح هذه المناطق مراكز استقرار، إعمار، و"جودة حياة محسنة"، بينما المناطق التي تتبقى تحت سيطرة "حماس" ستبقى مدمرة، عديمة البنى التحتية، ومتعلقة بمساعدات خارجية محدودة.
في إسرائيل يقدرون بأن هذا الوضع سيخلق ضغطاً داخلياً متزايداً في القطاع. فالسكان المدنيون سيفضلون الانتقال إلى المنطقة المعمرة، بينما ستفرغ مناطق "حماس" بالتدريج، وستبقى مسكونة أساساً بنشطاء المنظمة.
وهكذا، دون طرح إنذار رسمي ودون موعد نهائي معلن، ستنشأ آلية تشجع التوسيع التدريجي لمنطقة الإعمار، وبناء على ذلك للسيطرة الإسرائيلية العسكرية في المنطقة.
توسيع الخط الأصفر، حسب الخطة، سيتم أيضاً من خلال أعمال عسكرية ضيقة، قدر ما يلزم، لكن دون عودة إلى قتال واسع النطاق.
في إسرائيل يقدرون بأن "حماس" ليست جاهزة اليوم لصد تقدم كهذا من الجيش الإسرائيلي، وأن كل توسيع سيترافق بداية بأعمال هندسية وأمنية وعلى رأسها العثور على الأنفاق وتدميرها، قبل بدء أعمال الإعمار المدنية.
بالتوازي، توضح مصادر إسرائيلية أنه لا توجد نية لاستبدال تواجد الجيش الإسرائيلي بقوة استقرار دولية، وأنه طالما واصلت "حماس" الوجود في القطاع، حتى وإن كان في منطقة أضيق، فلن تدخل قوة أجنبية تمنع الجيش الإسرائيلي من العمل.
بناء على ذلك، فإن الإعمار سيديره جسم دولي بقيادة أميركية وبتنسيق كامل مع إسرائيل في ظل الاستناد إلى جهات مدنية محلية، لكن المسؤولية الأمنية ستبقى بيد إسرائيل.
وحسب تلك المصادر ليس هذا ضماً أو تثبيتاً لحدود جديدة، بل نموذج لـ "غزة جديدة" تبنى تحت سيطرة عسكرية إسرائيلية طويلة.
وحسب التفاهمات المتبلورة فإنه طالما لم ينزع سلاح "حماس" لن يكون هناك انسحاب إسرائيلي، بل العكس سيكون توسيع متدرج للمنطقة المعمرة والمسيطر عليها حتى الأغلبية المطلقة من القطاع.
الرسالة التي سينقلها نتنياهو إلى ترامب واضحة: إسرائيل مستعدة للتقدم إلى مرحلة الإعمار، لكن فقط بشروط تمنع "حماس" من البقاء، إعادة البناء، أو الاستفادة من المسيرة.
عن "معاريف"