تاريخ النشر: 29 كانون الأول 2025

أمم إفريقيا: أسود الأطلس أمام حتمية الفوز بالطريقة والنتيجة



الرباط-(أ ف ب) :وضع المنتخب المغربي، المرشح الأبرز للظفر بلقب النسخة الخامسة والثلاثين من نهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم على أرض مملكته، نفسه أمام حتمية الفوز بالطريقة والنتيجة عندما يلاقي زامبيا اليوم الإثنين في الرباط في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى.
دخل المغرب غمار البطولة القارية التي يُمنّي النفس بالتتويج بلقبها للمرة الثانية في تاريخه والأولى منذ 50 عاما، متسلحا برقم قياسي من الانتصارات المتتالية بلغ 18 ومشوار مثالي من دون خسارة في التصفيات المؤهلة للمونديال وكذلك لكأس الأمم الإفريقية ولو أنه كان ضامنا تأهله تلقائيا كونه البلد المضيف، فضلا عن تشكيلة مدججة بالعديد من النجوم أبرزهم في خط الهجوم بقيادة نجم ريال مدريد الإسباني ابراهيم عبد القادر دياس.
كان التفاؤل السمة البارزة لدى الجماهير المغربية ولو بتحفظ بالنظر إلى الانتصارات الصعبة التي حققها أسود الأطلس في المباريات الودية الإعدادية على الخصوص على البحرين وموزامبيق (1-0)، لكن الظهور المتواضع لرجال المدرب وليد الركراكي في المباراتين الأوليين من النسخة الحالية أمام جزر القمر (2-0) ومالي (1-1) بث الشك في أنفسهم بالنظر إلى البداية القوية لكبار القارة على غرار السنغال ونيجيريا وساحل العاج حاملة اللقب والكاميرون ومصر.
بات التخوف من تكرار خيبة نسخة ساحل العاج والخروج بخفي حنين هو الهاجس السائد لدى وسائل الإعلام المحلية وجماهيرها التي أطلقت صفارات الاستهجان على لاعبيها خلال توجههم إلى غرف الملابس عقب التعادل المخيب أمام مالي الجمعة، وطالب بعضها برحيل المدرب.
حتى الآن، يبدو مشوار المغرب مشابها للنسخة الماضية عندما تغلب على تنزانيا 3-0 وتعادل مع الكونغو الديموقراطية 1-1، قبل أن يفوز على زامبيا 1-0 في الجولة الثالثة ويبلغ ثمن النهائي حيث خرج على يد جنوب إفريقيا 0-2.
خصم المغرب الإثنين في الجولة الثالثة الأخيرة هو المنتخب الزامبي الذي لا يزال يملك بدوره فرصة التأهل إلى الدور الثاني كونه يملك نقطتين من تعادلين، كما أنه أظهر الكثير من الروح القتالية في هذه النسخة، لكن الإحباط كان سيّد الموقف عقب عجزه عن تسديد أي كرة بين الخشبات الثلاث في اللقاء الأخير ضد جزر القمر.

- "النجاعة الهجومية" -
ستكون المواجهة فرصة أمام الركراكي ولاعبيه لطمأنة الجماهير وإعادة التفاؤل إلى نفوسهم من خلال فوز بالطريقة والنتيجة يضمن لهم البقاء في العاصمة الرباط حتى نهاية البطولة، خاصة وأنهم تفوقوا على زامبيا مرتين في تصفيات المونديال، وأن منتخب "الرصاصات النحاسية" لم يذق طعم الفوز في العرس القاري منذ فوزه على غانا 1-0 في نصف نهائي نسخة 2012، حين فاجأوا القارة بأكملها وتوجوا باللقب على حساب ساحل العاج بركلات الترجيح (10 تعادلات وخسارتان منذ ذلك الحين).
قال الركراكي عقب التعادل أمام مالي التي أوقفت سلسلة انتصاراته المتتالية القياسية عند 19: "الطريق طويل للفوز بالبطولة، قد تنهي دور المجموعات في الصدارة وتقصى من ثمن النهائي، والحقيقة للأسف في هذه المسابقة أنه يمكنك أن تحتل المركز الثالث وتفوز باللقب مثل ساحل العاج في النسخة الأخيرة".
وأضاف "ندرك جيدا التوقعات المنتظرة منا في هذه البطولة ونحاول قدر الإمكان تحقيقها وأن نكون عند حسن ظن جماهيرنا، بصراحة نستحق الفوز اليوم، سيطرنا وسنحت لنا فرص، في مباريات عالية المستوى مثل هذه يجب أن تستغل الفرص التي تسنح أمامك وتتميز بالنجاعة الهجومية".
واعتذر المدرب في اليوم التالي من الجماهير ووعدها في تغريدة على حسابات في التواصل الاجتماعي "بالعمل الجاد والقتالية في المواعيد القادمة"، مؤكدا أن الهدف الأسمى هو التتويج باللقب القاري.
وفي المجموعة ذاتها، تلتقي مالي مع جزر القمر في الدار البيضاء، في مواجهة تحتاج فيها الأولى إلى التعادل لبلوغ الدور الثاني، فيما يتعين على الثانية الفوز وخسارة زامبيا لضمان وصافة المجموعة.
وفي المجموعة الثانية، تتنافس منتخبات جنوب إفريقيا (3 نقاط) وأنغولا وزمبابوي (نقطة لكل منهما) على البطاقة الثانية بعدما حجزت مصر الأولى (6 نقاط).
وتحتاج جنوب إفريقيا، ثالثة النسخة الأخيرة، إلى التعادل مع زمبابوي في مراكش للحاق بالفراعنة، فيما أنغولا التي ستلاقي مصر في أغادير إلى الفوز على غرار زمبابوي لضمان مواصلة مشوارها في البطولة.