تاريخ النشر: 28 كانون الأول 2025

بالمناسبة عندما يصبح ملعب تدريبي هدفاً للاحتلال بقلم: محمود السقا

حتى ملاعب الكرة التدريبية، التي يجد الصغار ضالتهم فيها، من اجل تفريغ طاقاتهم وصقل مواهبهم، فإن الاحتلال يستكثرها عليهم، ليس هذا فحسب، بل أضحت هدفاً للنيّل منها بتدميرها وترميدها.
ملعب فريق عُد التابع لمركز شباب عايدة في مدينة بيت لحم أقرب مثال، فقد قرر الاحتلال أن يهدمه ليضاف إلى مئات المنشآت الرياضية التي دمرها بعد أن عاث فيها فساداً، وحوّل العديد منها إلى معتقلات، ولعل أبرزها.. ملعب اليرموك في غزة، وسيبقى شاهداً على مدى الحقد الدفين الذي يستوطن عقلية الاحتلال لدرجة انه يستكثر على الأطفال والرياضيين ممارسة وإشباع هواياتهم.
ملعب فريق عُد من الضروري أن يجد له متسعاً وموطئ قدم في كافة الأوساط والهيئات والأطر الرياضية الدولية والإقليمية والقارية، بدءاً من اللجنة الأولمبية الدولية، مروراً باتحاد الكرة الدولي "الفيفا"، وانتهاءً باللجنة الأولمبية العربية والاتحاد العربي لكرة القدم، وألعاب التضامن الإسلامي، والجامعة العربية، ومجلس وزراء الشباب والرياضة العرب.
الاستهداف المستمر للمنشآت الرياضية في الوطن الفلسطيني من جانب الاحتلال، يجعلنا نتأكد كيف أن هذا القطاع المهم والحيوي والفعال والمؤثر يزعجه، لأن الملاعب والمنشآت هي عبارة عن مصانع حقيقية تتم في ساحاتها وباحاتها ومرافقها صناعة أبطال رياضيين يتسلحون بالإرادة والعزيمة والإصرار والتعاون والتعاضد، من اجل رفع عَلم الوطن الفلسطيني في كافة الأماكن والمحافل الخارجية، وقد حدث هذا في كافة الملاعب، أكانت عربية أم أجنبية، بحضور مكثف للعلم الفلسطيني، وخير مثال نسترشد به على هذا الصعيد ما حدث في إقليمي الباسك وكتالونيا عندما صبغت ألوان علم فلسطين مدرجات ملعبي المباراتين التاريخيتين.. "ماميس"، و"مونتجويك" الأولمبي الخاص بفريق برشلونة.
حِرص اتحاد الكرة على إيفاد مدرب "الفدائي"، إيهاب أبو جزر، ليقود تدريباً لأطفال مركز شباب عايدة، خطوة تجعلنا نتوقع بأن هناك خطوات أخرى سوف تعززها وتردفها، وصولاً لأن يصبح ملعب عُد قضية رأي عام رياضي عالمي ليُدلل على بؤس الاحتلال.