ماذا بعد؟
في مقطع من «بودكاست تقارب» للزميل أحمد البيقاوي، روى أستاذي عارف حجاوي، أنه عندما كان مديراً لمعهد الإعلام في جامعة بيرزيت (حالياً مركز تطوير الإعلام)، كان عليه أن يكتب «لاحقة»، أي فصلاً ختامياً لكتاب، بعد إجراء الزميلَين نبيل الخطيب ووليد العمري مقابلات مع خمسين سياسياً ووزيراً ونائباً وأكاديمياً ومفكراً للإجابة عن سؤال «ماذا بعد؟».. كتب حجاوي في الفصل الختامي: «خمسون مفكراً ومسؤولاً طلبنا منهم أن يتحدثوا عن المستقبل، وما تحدث أحد إلا عن الماضي». بعد كل هذه الأعوام ما زال السؤال مطروحاً «ماذا بعد؟».
المشهد الأول ثالث مرة
كما في تصوير الأفلام، حين تتم إعادة المشهد مرات عديدة، شاهدت فيديو لطفل تظهر على وجهه آثار حروق يجلس بجانب رئيس إحدى البلديات، يطلب منه مصور الفيديو البدء بالحديث، ثم يوقفه ويطلب أن يبدأ من جديد. الطفل بكلمات أكبر من عمره، على الأغلب تم إجباره على حفظها، يمدح رئيس البلدية لمساعدة قدمها له. ربما تكون هذه الكلمات نابعة من قلب الطفل حقاً، إلا أن الفيديو بشكل عام ينتهك أبسط حقوق الطفل ويستغل ضعفه وحاجته، وكيل المديح لشخصية عامة واجبها مساعدة الناس دون ضجيج وفيديوهات.
السوداويون
كان لأحد المدرسين في مدرستي الثانوية لازمة يكررها «الإيجابي والسلبي». ففي كل مناسبة كان يتحدث فيها، يستخدم الكلمتين. وحال هذا المعلم، رحمه الله، حال كثير من المعلّقين على كتاباتي، أي أن لديهم «لازمة» ترافقهم، لكن الفرق الوحيد أنه كان يوازن بين الإيجابي والسلبي، أما همّ فالإيجابي يحوّلونه إلى سلبي. في كثير من الأحيان أكتب عن قضية أو ظاهرة إيجابية سواء في فلسطين أو خارجها، لأجد من يصرّ على أن يدرج تعليقاً سلبياً ويربطه بما لديه من معتقدات أو آراء سياسية، وبعضهم يذهب إلى أبعد من ذلك بالتعليق بما لا يمتّ للموضوع بِصلة، ولا هدف لهم سوى التعليق أو طرح رأيهم السياسي.
عظّم الله أجركم
هاتفتُ صديقاً معزياً بوفاة والدته، واعتذرتُ لعدم تمكني من تقديم واجب العزاء بالحضور شخصياً كوني في كندا، ثم تذكرت أنه حتى لو كنت في فلسطين فلن أستطيع الذهاب إلى بيت الأجر؛ لأنه في القدس! ثم استدركت أن الأمر ينطبق كذلك على مناطق الضفة الغربية بأسرها، فالحواجز والبوابات التي يقطّع الاحتلال أوصال الفلسطينيين بها، تقارب الألف.
لو كنت مسؤولاً
لأجريت جرد حساب آخر السنة، ليس فقط لما أنجزته، بل لما لم أنجزه، ولقيّمتُ أدائي، فإن كنت مسؤولاً أستحق، سأبقى في منصبي، وإن وجدت أنني لا أستحق، فسألملم أوراقي وأرحل.
الشاطر أنا
سألت صديقاً: «كيف يا رجل بتتحمّل تروح على كل المناسبات والاحتفالات، وكيف بتتحمّل تسمع الخطابات والكلمات والمزاودات واللغة المكسّرة؟».. جاوبني: «بسيطة، في عندي لعبة ع التلفون، من أول ما بقعد في المهرجان أو الاحتفال، لحتى يخلص وانا بلعب. هيك بضرب عصفورين بحجر، بكون موجود ومش مضطر اسمع كل هالخراريف، بتسلى والناس بيفكروا اني مهم وموديرن من جماعة اللي بكتبوا ملاحظات ع التلفون».
للتعليق wbatrawi@journalist.com