لو طرحنا السؤال التالي: ما هي عناصر القوة لدى "الفدائي" المُبهج عندما يقابل نظيره السعودي، اليوم، الساعة السابعة والنصف بتوقيت فلسطين؟
الإجابة القاطعة والباتّة: منتخب متماسك، ويعيش أفضل حالاته، فنياً وبدنياً ومعنوياً، هذه العناصر لها من قوة التأثير في عالم الكرة ما هو كثير وعظيم المردود.
بفضل هذه العناصر وصل "الفدائي" للدور ربع النهائي، وهو إنجاز في غاية الأهمية بدليل أن هناك منتخبات عريقة وتتسلح بالخبرة، لكنها وجدت نفسها على قارعة البطولة.
المنتخب السعودي كبير وصاحب خبرات ممتدة، ويكفي للتدليل على سلامة هذا المنطق انه تأهل للمونديال سبع مرات، ويمتلك عاشر افضل دوري على مستوى العالم، لكن هذه المعطيات والحقائق لا تقلل، أبداً، من حظوظ "الفدائي" في اللعب من اجل المضي قدماً في مشواره الإبداعي في البطولة، وصولاً لمراكزها المتقدمة، إن شاء الله، ويجب ألا ننسى أن ما يفصلنا عن المربع الذهبي 90 دقيقة فقط شريطة استثمارها الاستثمار الأمثل.
"الفدائي" الذي وقف بصلابة وثقة واقتدار أمام المنتخب القطري، بطل آسيا وسفير بلده في المونديال بلقاء الافتتاح من دون رهبة أو وجل قادر على أن يفعل الشيء نفسه أمام السعودية خصوصاً أن شخصية وملامح المنتخبات المتأهلة باتت معروفة وربما محفوظة عن ظهر قلب للمدربين والطواقم الفنية.
تأسيساً على ذلك، فإنني أفترض أن مكامن القوة والضعف في المنتخب السعودي وسواه أصبحت صفحة مقروءة.
وفقاً للمراقبين والمتابعين والمحللين والنقاد، فإن قوة المنتخب السعودي تتجلى في اللعب على المحاور، من اجل الاستفادة من الكرات الهوائية العرضية والزاحفة، بالاعتماد على سرعات اللاعبين في النفاد للمرمى.
هذا الأسلوب بالإمكان الحدّ من انعكاساته بوجود لاعبين يتصفون بنفس الميزة، أي القدرة البدنية والسرعات، وهذا متوفر لدى ظهيري الجنب، القائد مصعب البطاط، ووجدي نبهان، لكنهما يحتاجان إلى مساندة من لاعبي خط المنتصف، يميناً ويساراً.
"الفدائي" يلعب بأداء متوازن في كافة الخطوط، ويتميز عن سواه بأن الروح القتالية والكفاحية حاضرة، بقوة وزخم.
النقطة الأهم أن لاعبي "الفدائي" يدركون، جيداً، أن نجاحاتهم المُقدرة رسمت البهجة على وجوه أبناء شعبهم، وساهمت في تبديد فائض البؤس والشقاء والحرمان، الذي يسكن دواخلهم بسبب الحرب الوحشية التي أتت على كل شيء.. بالتوفيق للفدائي المنضبط.