
بقلم: آفي أشكينازي
قد يتصاعد التوتر الأمني في لبنان خلال الأيام القادمة، وقد حددت إسرائيل خطها الأحمر، وهو خط واضح جداً، إذ قررت أنها لن تسمح لأي جهة معادية بمعاظمة قوتها بصورة تشكل خطراً على إسرائيل، أو على أي منطقة من مناطقها، لا في الشمال، ولا في الجنوب، ولا في الشرق، ولا في الضفة الغربية، ولا على خط التماس. وتشكل العمليات في لبنان خلال العام الأخير جزءاً من تنفيذ هذه السياسة.
في الأيام الأخيرة، اكتشف الجيش الإسرائيلي في قيادة المنطقة الشمالية، وفي شعبة الاستخبارات، استعدادات تقوم بها "حماس - فرع لبنان" لتنفيذ عملية ضد قوات الجيش الإسرائيلي على الخط الأزرق، أي الحدود الدولية. وتابعت شعبة الاستخبارات هذه الاستعدادات التي تُجريها "حماس" في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، القريب من مدينة صور.
بعد أيام من المتابعة المكثفة، أُرسلت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، قبل ليلتين، محملةً بقنابل غير كبيرة، بهدف تدمير موقع التدريب في اللحظة التي كان يتجمع فيه عشرات من مقاتلي "حماس" الذين كانوا جزءاً من تلك الاستعدادات، وأسفرت العملية عن مقتل نحو عشرين مقاتلاً وإصابة ما يقارب مئة مقاتل آخر، إلى جانب رسالة واضحة تنقلها إسرائيل إلى "حماس" في لبنان، وإلى "حزب الله" و"الجهاد الإسلامي"، وكذلك إلى حكومتَي إيران ولبنان: "نرى كل شيء، ونحن نهاجم في كل مرة يتجاوز فيها أحدهم الخط الأحمر".
في الآونة الأخيرة، اتخذت إيران قراراً استراتيجياً، بعد هزيمتها في عملية "الأسد الصاعد"، يقضي بإعادة ترميم منظومة صواريخها الباليستية قبل كل شيء. يشمل ذلك إعادة بناء مراكز الإطلاق والصناعة المرتبطة بإنتاج الصواريخ والقاذفات، وكذلك إعادة بناء القوة الخاصة بالمنظومة.
وتدرك إيران أن إسرائيل مصممة على منعها من ترميم هذه المنظومة، ولذلك، تعمل من جديد على إعادة بناء "طوق خانق" حول إسرائيل. لقد أطلقت إيران نوعاً من "مناقصة مفتوحة"، أو أشبه بـ"منحة دعم وتشجيع" لكل راغبٍ من بين التنظيمات المسلحة في لبنان واليمن وسورية والعراق، من "حزب الله"، مروراً بالحوثيين، وصولاً إلى "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، كل مَن يستعد لحمل السلاح، ويوجّهه يوم الأمر نحو إسرائيل يحصل على دعم مالي وتوجيه وكل مساعدة يطلبها من إيران.
تدرك قيادة "حماس" في قطر وتركيا أنها مطالَبة بتصدير العمليات المسلحة من غزة إلى خارجها، نحو الضفة الغربية ولبنان والأردن وسورية، وكذلك إلى أوروبا أيضاً. ويمكن الإشارة في هذا السياق إلى عمليات الإحباط الأخيرة التي نفّذها "الموساد" خلال الأشهر الماضية في ألمانيا والنمسا، والتي كشف عنها، أول من أمس، علناً، أمام الجمهور.
كانت العملية التي نُفِّذت، أول من أمس، في لبنان معتدلة نسبياً. يملك الجيش الإسرائيلي خططاً لشن هجوم أكبر كثيراً على "حزب الله"، وعلى الأهداف المسلحة الأُخرى الممولة من إيران. وتفهم إسرائيل أن الحكومة اللبنانية لا تزال ضعيفة، وأنه يوجد في الجيش اللبناني خلايا تابعة لـ"حزب الله" وإيران.
عن "معاريف"