
كتب محمد الجمل:
واصلت قوات الاحتلال عدوانها وهجماتها المتفرقة على طول المناطق الشرقية لقطاع غزة أمس، لاسيما شرق مدينتي خان يونس وغزة، وداخل مدينة رفح المعزولة والمحاصرة.
وشهد يوم أمس عمليات نسف منازل ومربعات سكنية شرق مدينة غزة، وفي بلدات شرق مدينة خان يونس، وكذلك في منطقة جباليا شمال القطاع.
بينما استهدفت آليات الاحتلال ومُسيراته مواطنين اقتربوا من "الخط الأصفر"، في مختلفة مناطق القطاع، في محاولة للعودة إلى بيوتهم.
وتوغلت دبابات باتجاه منطقة "قيزان النجار"، جنوب مدينة خان يونس، وسط إطلاق نار وقصف مدفعي كثيف.
بينما تعرضت مناطق شرق مدينة خان يونس أمس، لقصف مدفعي عنيف، تخلله غارات جوية، وإطلاق نار من الآليات المتمركزة قرب بلدتي عبسان وبني سهيلا، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين بجروح.
واستشهد المواطن بلال وشاح، بنيران جيش الاحتلال في منطقة "قيزان أبو رشوان" جنوب مدينة خان يونس.
وأصيب 4 أطفال بجروح، جراء إلقاء قنبلة من طائرة إسرائيلية مُسيرة، تجاههم في منطقة "السلاطين"، في بلدة بيت لاهيا جنوب غرب مدينة غزة.
كما أصيب مواطن بنيران مسيرة إسرائيلية قرب مفترق حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وخلال ٢٤ ساعة استشهد ٣٣ مواطنا احدهم انتشال، بينهم ١٢طفلا وثماني سيدات وأصيب ٨٨ بجراح مختلفة.
ومنذ وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول الماضي بلغ إجمالي الشهداء: ٣١٢ شهيداً و ٧٦٠ مصاباً فيما جرى انتشال ٥٧٢ جثمان شهيد.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى ٦٩٥٤٦ شهيدًا و١٧٠٨٣٣ إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام ٢٠٢٣.
من جهة ثانية، نزحت عشرات العائلات، امس، من حييّ التفاح والشجاعية شرق مدينة غزة، بفعل توغل وتمدد الجيش الإسرائيلي داخل المناطق التي انسحب منها وفق اتفاق وقف النار.
وقال شهود عيان، إن قوات إسرائيلية تقدمت الأربعاء، بنحو 300 متر داخل الحيين، فيما تواصل عمليات تفجير لعربات مفخخة وقصف مدفعي، ما دفع المواطنين لمغادرة خيام النزوح والمنازل المتضررة بحركة متواصلة منذ ثلاثة أيام.
وتتحرك العائلات في الأزقة الضيقة تحت وقع القصف وأصوات الدبابات، يحملون ما تيسّر من أمتعة فوق عربات صغيرة أو على الأكتاف، فيما يسير الأطفال بخطى متسارعة خلف ذويهم وسط حالة من الذعر.
ومنذ دخول وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول الماضي، تعيش العائلات التي عادت إلى منازلها المدمرة حالةً من عدم الاستقرار والخوف، بفعل استمرار القصف المدفعي وإطلاق النار من الآليات العسكرية الإسرائيلية في المناطق الشرقية للمدينة.
ونفّذ الجيش الإسرائيلي، خلال الأيام القليلة الماضية، عمليات تفجير لعربات مفخخة في المناطق الشرقية من حييّ التفاح والشجاعية، ما أدى إلى تدمير مساحات واسعة لا يزال يحتلها شرق 'الخط الأصفر'.
وقال المواطن رائد شمالي: 'عشنا خلال اليومين الماضيين لحظات مخيفة بفعل القصف المتواصل، وعمليات نسف المنازل في المناطق التي ينتشر فيها الجيش الإسرائيلي'.
وأضاف شمالي الذي نزح مع عائلته المكوّنة من ستة أفراد، أن شظايا القصف وعمليات التفجير الإسرائيلية وصلت إلى مناطق واسعة.
وتابع: 'كادت تتسبب هذه الشظايا بمقتل أحد أفراد عائلتنا، بعد أن اخترقت الخيمة التي نسكنها، ما اضطرنا للنزوح وترك المكان'.
أما سائد مشتهى، فحاول العودة صباحا إلى منزله المدمر في حيّ التفاح، لكن محاولاته باءت بالفشل بسبب إطلاق الجيش الإسرائيلي النار تجاه كل جسم متحرك.
ويقول: 'الجرافات الإسرائيلية تقدمت باتجاه المنطقة التي وسعتها وقامت بأعمال تجريف وتدمير ما تبقى من المنازل على مرأى ومسمع المواطنين في المنطقة المحاذية'.
وأضاف بنبرة حزن شديد: 'كنا قد عدنا إلى منازلنا بعد وقف إطلاق النار، وقمنا باستصلاح بعض الغرف المتضررة بشكل كبير، لكن سرعان ما أعاد الاحتلال تهجيرنا والسيطرة عليها'.
ووفق حسني مهنا، المتحدث باسم بلدية غزة، فإن عشرات العائلات نزحت من حييّ التفاح والشجاعية بعد توغل الآليات والمدرعات الإسرائيلية نحو 300 متر داخل المنطقتين.
وأوضح مهنا أن هذا 'التوسع العسكري يعد خرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي نصّ على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى شرق هذا الخط'.
وأضاف أن 'ما يجري في أحياء التفاح والشجاعية ليس مجرد نزوح عابر، بل يمثل عملية تضييق ممنهجة للمدنيين قسريًا، ما يزيد من معاناة العائلات التي ظنت أنها في منطقة آمنة'.