ليس هناك ما هو أجمل من النجاح، خصوصاً إذا جاء في ظروف بالغة الصعوبة والقسوة، وهل هناك ما هو أصعب وأشد إيلاماً من حرب الإبادة الوحشية التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق فلسطين وشعبها الأبي منذ ما يزيد على سبعمائة يوم؟
في ذروة الحرب الإجرامية المستعرة، تواصل بطلة فلسطين الذهبية، مريم بشارات، إطلالاتها المُبهجة عبر المنابر الدولية المختلفة متحالفة مع الانتصارات ومطوقة عنقها بالمعدن النفيس، وكان آخر إطلالة بهية لهذه الماجدة احتلال المركز الثاني على مستوى آسيا، وهو إنجاز رفيع الشأن والقيمة والأثر، ويُحسب لاتحاد الكاراتيه، ولذوي البطلة وللنادي الذي اعدها وصقلها، ووضع إمكانياتها وقدراتها في متناول نداء الوطن، ولم تتردد في التلبية والتمثيل على افضل ما يكون.
مريم بشارات وأمثالها من المواهب يستحقون جُلّ العناية والرعاية والاهتمام عبر تهيئة البيئة المناسبة، من اجل أن تواصل مشوار الإبداع المُكلل بحصد كل أنواع الميداليات النفيسة.
ما أنجزته مريم بشارات، وكل مَنْ يسير على خطاها، ويترسم طريقها الصعب إنما يؤكد على صلابة شعب فلسطين، ويعزز في الأذهان أن مواهب وكوادر وكفاءات وعقول أبناء الوطن هم كما طائر الفينيق، الذي ينبثق من الرماد ليُحلق في فضاءات وسماوات المجد والرفعة والسؤدد.
كتبنا، وسوف نظل نكتب، أننا نمتلك الخامات والمواهب والطاقات، وكل ما تحتاج إليه توفير العناية والرعاية والصقل، داخلياً وخارجياً، وتوفير ولو الحد الأدنى من متطلعات ومقومات النجاح كالموازنات والبنى التحتية على اختلاف ألوانها.
من قلب الصين، ومن عرين سدنة لعبة الكاراتيه، تُثبت مريم بشارات أن فلسطين تمتلك عناصر ومقومات النجاح بفضل أبنائها المتسلحين بالعزيمة والإصرار وعلو الهمّة ونبذ اليأس، وكل هذه العناصر تساهم في تذليل السبل المُفضية إلى حيث منصات المجد والزهو والفخار، وهذا ما فعلته وكرّسته مريم.
newsaqa@hotmail.com