تأسيساً على مقولة: "الوفاء للأوفياء"، فإن من الطبيعي والمنطقي أن يجد الرياضي المخضرم، معن القطب موطئ قدم واسعا في الحلقات التي دأب نادي هلال القدس على إنتاجها تحت مسمى: "أساطير مروا على هلال القدس"، ويتولى إعدادها وتقديمها الزميل الإعلامي الموهوب عثمان الشعيبي.
قناعتي الشخصية أن معن القطب رمز للوفاء، ومثال نابض في الصدق والأدب الجم، وحُسن المعاملة ونقاء السريرة، وصفاء الطوية.
الأمثلة التي تعزز سلامة هذا المنطق من الكثرة الكاثرة خصوصاً في الشق المتعلق بالوفاء، فالرجل لم يبارح الهلال، ولم يلعب لسواه، بل ظل وفياً للنادي الذي أحب وترعرع في حاضرته، وتم صقل مواهبه بين جدرانه.
معن القطب، بوفائه وانتمائه، انطبق عليه قول الشاعر أبي تمام عندما صدح يقول: كم مِن منزل في الأرض يألفه الفتى/ وحنينه أبداً لأول منزل.
معن القطب ظل منتمياً للهلال، ولم يبتعد عنه إلا عندما كان يغادر الوطن في طريقه إلى أميركا، وقد فعلها مرتين، ومع كل عودة كان يدفعه الحنين إلى الهلال فيعود إلى جدرانه الدافئة بعد أن خدم في محرابه لاعباً، ومِن بعد ذلك مدرباً وإدارياً.
قصّة عشق غير منتهية الفصول نسجها معن القطب، ابن حارة السعدية في قلب البلدة القديمة بالمدينة المقدسة، ويُحسب لهذه الحارة أنه خرج من رحم أزقتها وباحاتها ومطارحها معظم لاعبي الكرة وسواهم من الرياضيين، ولا ادري ما السبب في ذلك، هل لأنها الأكبر مساحة وسكاناً؟ أم لأنها تمتلك من الكوادر الرياضية ما جعلها تتفرد رياضياً؟
حرص إدارة الهلال على تكريم حشود الرياضيين، الذين تركوا بصمات في مسيرة النادي بحلقات فيديو تحظى بالمتابعة، يؤكد على مدى انفتاحها على كافة المبادرات التي من شأنها بناء جسور بين النادي وأبنائه على مدار كافة المراحل والأزمان بعيداً عن الحساسية، وبعيداً أيضا عن سلوك ونهج الإلغاء والقفز عما قدمه الآخرون من اجل إبقاء مشاعل النادي تُنير الطريق في وجه الأجيال القادمة.
newsaqa@hotmail.com