تاريخ النشر: 12 تشرين الثاني 2024

الجوع يحاصر أسرة المواطن "أبو إيهاب" في مخيم جباليا


كتب خليل الشيخ:

 

"علبتين بازيلاء وشوية معجون الفستق والقليل من الخبز الناشف ونصف جالون مياه"، بهذه الأصناف من الطعام والشراب تواجه أسرة المواطن "أبو إيهاب" المحاصرة في قبو منزلها غرب مخيم جباليا، المجاعة المنتشرة في شمال قطاع غزة.
وقال أبو إيهاب لـ"الأيام": لم نخرج من هذا القبو منذ نحو أسبوعين ونعيش حياة صعبة وقاسية بلا إنسانية ولا كرامة ولا أمان، ونتناول فقط نصف وجبة يومياً".
ويضيف: ننتظر أن يتوقف القصف أو نستشعر ابتعاد الدبابات عنا لمسافة كافية كي نستطيع الهرب من هنا.
يعلم "أبو إيهاب" (38 عاماً) الذي فضل عدم مغادرة منزله في المخيم أو بالأحرى لم يستطع مغادرته وقتما اجتاحت الدبابات الإسرائيلية منطقة الفاخورة أن الطبقات العلوية لمنزله مدمرة بشكل شبه كلي، بعدما تعرضت لمجموعة قذائف مدفعية.
ويقول: "عندما بدأ القصف احتمينا بهذا القبو وجلبت معي الكثير من الطعام والماء لكنه نفد مع مرور الأيام ولم يتبق سوى قليل منه".
وأكد أبو إيهاب أن أهم ما يحتاجه، هو الأمن وعدم وصول القذائف إلى مخبأ أسرته المكونة من خمسة أفراد وسيعمل على مغادرة المكان فور توفر الإمكانية لذلك.
واقع أسرة "أبو إيهاب" يمثل حالة الخوف والمجاعة التي يعاني منها غالبية السكان في شمال غزة لا سيما العدد القليل الذي لم يغادر مخيم جباليا.
وقالت مصادر محلية وإعلامية من المخيم في أحاديث منفصلة لـ"الأيام": إن حالة الجوع والعطش منتشرة وفي تفاقم مستمر، بالكاد يجد المواطنون ما يسد رمقهم وجوعهم.
"يلهث الجميع وراء كل مصدر يدل على وجود شاحنة مياه لكن ذلك أمر متوقع بعد حصار مستمر منذ خمسين يوماً" هكذا قال "أبو ياسين" الذي يسكن في منطقة تل الزعتر شرق المخيم.
ويضيف أبو ياسين في الثلاثين من عمره: غالبية الناس الذين لم ينزحوا خارج المخيم لا يملكون طعاما في منازلهم ويقضون طيلة اليوم في البحث عن الطعام والماء، ولا يعودون إلا بجزء قليل.
ويقول: إن طفله ياسين (عشرة أعوام) يشعر بالجوع المستمر ولا يجد ما يسد رمقه إلا بتناول علبة من البازيلاء بدون خبز، لكنه يبذل جهداً كبيراً من أجل إيجاد ما يقتات به.
ويحاول المواطنون اقتسام المياه النظيفة القليلة التي يحصلون عليها من أي مصدر قريب من مكان تواجدهم بحسب الشاب "محمد" الذي يتطوع لدعم المحتاجين.
وأضاف لـ"الأيام": نعلم كم عدد أفراد الأسرة الواحدة في المنازل المتبقية في المخيم ونعمل وفق معادلة نصف جالون من المياه يكفي أسرة مكونة من خمسة أفراد ليومين متتاليين، مشيراً إلى أن هناك بعض الأسر تشرب مياهاً غير نظيفة.
وتوقف بشكل شبه تام العمل في آبار المياه في المخيم والمناطق الذي تجاوره ويعتمد الصامدون في المخيم على ما يتم جلبه عبر شاحنات المساعدات.
الجدير بالذكر أن منظمات إنسانية قالت: إنها بصدد الإعلان عن أن منطقة شمال القطاع تعاني من مجاعة حقيقية.