تاريخ النشر: 24 أيلول 2024

"حزب الله" يرد بهجمات استهدفت رقعة واسعة

إسرائيل توسع نطاق عدوانها على لبنان.. مئات القتلى والجرحى وموجات نزوح واسعة


بيروت، تل أبيب- وكالات: أعلنت إسرائيل أنها شنت ضربات جوية مكثفة امس، على المئات من أهداف تابعة لـ "حزب الله" في لبنان، حيث قالت وزارة الصحة إن الهجمات أودت بحياة مئات القتلى والجرحى، فيما نفذ حزب الله سلسلة من الهجمات الصاروخية استهدفت العمق الإسرائيلي، ووصلت إلى مستوطنات بالضفة الغربية، رداً على أعنف هجوم جوي تشنه تل أبيب على لبنان منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
فقد أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مساء أمس، استشهاد 356 شخصا وإصابة 1246 آخرين، بينهم نساء وأطفال ومسعفون، جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب وشرق لبنان منذ صباح أمس.
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض في مؤتمر صحافي إن الغارات استهدفت مستشفيات ومراكز طبية وسيارات إسعاف.
من جانبه، أعلن وزير التربية اللبناني عباس الحلبي تعطيل المدارس والجامعات اليوم الثلاثاء في جميع أنحاء البلاد. وقررت السلطات فتح المؤسسات التعليمية لإيواء النازحين جراء أعنف قصف إسرائيلي على لبنان منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ونفذ الجيش الإسرائيلي مئات الغارات الجوية على جنوب وشرق لبنان منذ الصباح، وقال المتحدث باسمه إن هذا الهجوم يعد "ضربة استباقية" بعد رصد تحركات لحزب الله لاستهداف إسرائيل.
وفي حصيلة أعلنها مساء الاثنين، قال الجيش إنه هاجم 1300 هدف تابع لحزب الله في جميع أنحاء لبنان، مشيرا إلى أنه نفذ أكثر من 650 طلعة هجومية خلال 24 ساعة.
وأفاد شهود عيان، بأن الغارات استهدفت بلدات ميس الجبل وعيترون وحولا والطيبة ومركبا وبني حيان وجبل الريحان ومرتفعات إقليم التفاح وبنت جبيل وحانين وزوطر ومنطقة النبطية جنوبي لبنان.
وفي شرق البلاد، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مدينة بعلبك بعدد من الغارات كما قصفت بلدة الخضر ومحيط بلدة النبي شيت.
وطالت الغارات أيضا محيط مناطق الشعرا وحربتا والهرمل ومحيط بلدات شمسطار وطاريا وبوداي شرقي لبنان.
وردّ حزب الله بموجات من الهجمات الصاروخية استهدفت رقعة واسعة من الجولان إلى حيفا وصولا إلى مرج ابن عامر.
ودوّت صفارات الإنذار في بلدات بمنطقة تل أبيب الكبرى وقرب مطار بن غوريون، كما رُصد سقوط صواريخ على مستوطنات بالضفة الغربية.
وفي المجمل، تم رصد حوالي 210 صواريخ أطلقت من لبنان على إسرائيل منذ صباح امس، وفقا لما نقلته صحيفة هآرتس عن الجيش الإسرائيلي.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن انفجارات دوّت في مدينة حيفا وأن صفارات الإنذار انطلقت في الجزء الجنوبي من المدينة.
وانطلقت صفارات الإنذار أيضا في عكا والكرمل والجليل الأوسط عقب إطلاق رشقة صاروخية كبيرة من لبنان.
وفي وقت سابق، أفاد شهود عيان بإطلاق رشقة صاروخية كبيرة من جنوب لبنان باتجاه الجليل.
وأعلن حزب الله أنه قصف بعشرات الصواريخ قاعدة ومطار رامات دافيد والمقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل في قاعدة عميعاد، كما قصف مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رافائيل في منطقة زفولون شمال مدينة حيفا.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صواريخ أطلقت من لبنان سقطت في الجليل الأعلى وقضاء الناصرة.
وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن إسرائيليا أصيب بجروح إثر سقوط صواريخ في الجليل الأعلى.
كما أعلن الجيش إصابة 5 إسرائيليين بجروح إثر سقوط صاروخ قرب مفرق غولاني بالجليل الأسفل.
وأعلن مستشفى تسافون في طبريا إخراج عدد من المرضى ونقل آخرين إلى مناطق محصنة أو مستشفيات مختلفة، وذلك في ضوء التوجيهات المحدثة التي أصدرتها قيادة الجبهة الداخلية يوم الأحد.
وقال وزير الخارجية اللبناني ناصر ياسين لرويترز إن عشرات الآلاف يفرون من جنوب لبنان "بسبب الفظائع الإسرائيلية".
وأضاف أنه تم تشغيل 89 ملجأ مؤقتا في المدارس وما شابه ذلك، تتسع لأكثر من 26 ألف شخص حتى الآن.
ونفذ حزب الله اللبناني سلسلة من الهجمات الصاروخية استهدفت العمق الإسرائيلي، ووصلت إلى مستوطنات بالضفة الغربية.
وضربت الصواريخ مواقع في الجولان والجليل وحيفا وعكا، كما سقط بعضها في مستوطنات إسرائيلية غرب سلفيت وشرق قلقيلية وجنوب نابلس في الضفة الغربية، وفقا لتقارير إعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية باشتعال النيران في موقع للجيش الإسرائيلي قرب سلفيت، كما بثت منصات فلسطينية مشاهد تظهر سقوط صواريخ من لبنان على مستوطنات ومحيطها شمال غربي الضفة الغربية.
وأطلقت إسرائيل صفارات الإنذار في مناطق واسعة تشمل ما يُعرف بتل أبيب الكبرى ومواقع قريبة من مطار بن غوريون، وكذلك في مرج بن عامر والضفة الغربية.
وأعلن حزب الله في سلسلة من البيانات منذ صباح امس ، أنه قصف بعشرات الصواريخ قاعدة ومطار رامات دافيد ومقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم ومجمعات الصناعات العسكرية لشركة رافائيل بمنطقة زفولون شمال مدينة حيفا.
كما أعلن استهداف المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ.
وقالت صحيفة " تايمز أوف إسرائيل" إن حزب الله أطلق صواريخ بعيدة المدى للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.
وأفادت وسائل الإعلام المحلية بإصابة عدد من الإسرائيليين بجروح جراء سقوط صواريخ في الجليل، كما أعلنت سلطة الإطفاء الإسرائيلية أن 4 من طواقمها تعمل على إخماد حرائق اندلعت جراء سقوط صواريخ في بلدة نطوفه بالجليل الأسفل.
ورصد الجيش الإسرائيلي إطلاق 210 صواريخ من لبنان منذ صباح امس، وفقا لما أوردته صحيفة هآرتس.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف 800 هدف لحزب الله في جنوب لبنان وسهل البقاع بشرق البلاد.
وأضاف في بيان "من بين المواقع المستهدفة مبان كانت جماعة حزب الله تخفي فيها صواريخ وقذائف ومنصات إطلاق وطائرات مسيرة وغيرها من البنى التحتية للإرهابيين".
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من مزاعم إسرائيل بأن حزب الله يخزن أسلحة في منازل وقرى.
ولم يرد حزب الله على مزاعم إسرائيل، لكنه قال إنه ليس لديه بنية تحتية عسكرية بالقرب من المدنيين.
وأضاف أنه أطلق عشرات الصواريخ على موقع عسكري في شمال إسرائيل ردا على الهجمات.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوت أيضا في مناطق بشمال إسرائيل من بينها مدينة حيفا الساحلية.
ومن المتوقع أن يتعرض لبنان لمزيد من الهجمات.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي "من المتوقع شن جولة أخرى من الهجمات. تستعد الطائرات الإسرائيلية لمهاجمة منازل في سهل البقاع اللبناني تحتوي على أسلحة استراتيجية لحزب الله"، ودعا المدنيين إلى إخلاء المنطقة فورا.
وذكر الأميرال البحري دانيال هاجاري في بيان بثه التلفزيون "المشاهد الواردة الآن من جنوب لبنان هي انفجارات ثانوية لأسلحة تابعة لحزب الله من داخل المنازل. توجد أسلحة في كل منزل نهاجمه. توجد صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة مخصصة لقتل مدنيين إسرائيليين".
وقال عماد كريدية رئيس شركة الاتصالات اللبنانية أوجيرو لرويترز امس إن الشبكة رصدت أكثر من 80 ألف مكالمة تطلب من الناس إخلاء مناطقهم، دون أن يتم الرد على جميع هذه المكالمات.
وقال وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري إن الوزارة تلقت مكالمة مماثلة لإخلاء المبنى، لكنه أشار إلى أن الوزارة لن تفعل. وقال لرويترز "هذه حرب نفسية".
ولا يستطيع لبنان، الذي يعاني من انهيار مالي، أن يتحمل الدخول في حرب أخرى مثل تلك التي اندلعت في 2006 عندما قصفته إسرائيل في صراع مع حزب الله استمر شهرا وألحق أضرارا جسيمة بالبنية التحتية.
وفي ساحة ساسين بشرق بيروت، أبدى الموظف الحكومي جوزف غفاري خوفه من أن يرد حزب الله على الضربات الإسرائيلية أو أن تندلع حرب شاملة.
وقال "في تخوف أكيد في تخوف لأنه اليوم في فعل وردة فعل. لأنه في حال حزب الله عمل عملية كبيرة رح ترجع إسرائيل تدمر أكثر من هيك. نحن ما نتحمل".
وأضاف "إسرائيل بدها تضرب بدها تكفي يعني عم تزركه (تضغط على) للسيد (الأمين العام لحزب الله) حسن (نصر الله) ليبلش الحرب. أكيد خطر بس تقول ابعدوا عن حزب الله يعني أكيد في خطر".
وقال محمد سباعي وهو صاحب متجر في منطقة الحمرا ببيروت لرويترز إن تصعيد الضربات يمثل "بداية الحرب".
وأضاف "إذا بدهن حرب شو بدنا نعمل، فرضت علينا. يعني ما فينا نعمل شي".