تاريخ النشر: 24 أيلول 2024

انهيار مبنى سكني مأهول في مدينة غزة

خان يونس: تخوفات من انهيار منازل بسبب الأمطار


كتب خليل الشيخ:


"بعد تساقط الحجارة فوق الجزء المتبقي من سقف المنزل قرر والدي إخلاءه على الفور والبحث عن مأوى جديد"، هكذا قال الشاب مصعب النجار (25 عاماً) وهو يواصل إقامة خيمة جلدية في الساحة المقابلة لمنزل عائلته وسط خان يونس.
وأضاف النجار لـ "الأيام": فضلاً عن تلف المحتويات جراء مياه الأمطار التي انسابت عبر الفتحات الموجودة في شقتنا السكنية، فقد لاحظنا تساقط بعض الحجارة من الطبقات العلوية المدمرة بفعل الصواريخ فوق شقتنا".
وأوضح أن هذا السقوط هيأهم لقرب انهيار المنزل ومغادرته على الفور، مشيراً إلى أن بعض أفراد العائلة شعروا بالاهتزاز وقت سقوط المطر، وأكدوا أن استمرار السكن فيه قد يعرضهم لخطر انهياره فوق رؤوسهم.
على الصعيد ذاته تحدثت أنباء عن انهيار بناية تعرضت للقصف سابقاً، فوق رؤوس ساكنيها في حي "الشيخ رضوان" بمدينة غزة ما تسبب باستشهاد بعضهم وإصابة البعض
الآخر.
وأوضحت مصادر محلية أن البناية السكنية المكونة من عدة طبقات وتأوي أسراً تنتمي لعائلات الشوا وأبو العمرين، قد انهارت تماماً بفعل القصف السابق وسقوط المطر، ما تسبب بوقوع ضحايا كثيرين.
وسادت مخاوف كبيرة بين أوساط المواطنين الذين يقطنون في مبانٍ وشقق مماثلة تعرضت للقصف في طبقاتها السفلية أو العلوية من انهيار المباني كاملة بسبب التغير المفاجئ في الأحوال الجوية.
كما أعرب مواطنون عن قلقهم من استمرار السكن في منازلهم المدمرة جزئياً والمجاورة لمنازل كانت تعرضت للقصف الكامل والتدمير خلال الشهور الماضية.
وكان هؤلاء اضطروا للسكن فيها بسبب الأزمة الكبيرة في النزوح وندرة الحصول على مساحة لإقامة خيام.
وقال النجار إن عدداً من جيرانه أخلوا منازلهم الواقعة ضمن محيط المربع السكني في نهاية شارع جلال وسط مدينة خان يونس.
وتابع: جميع هؤلاء كانوا يقطنون في شقق مدمرة جزئياً لكن دخول فصل الشتاء كشف أزمة كبيرة في استمرار السكن فيها سواء بسبب دخول مياه المطر أو احتمال انهيار هذه المباني من موجات سقوط المطر القادمة.
وقال أبو أمجد عاشور (48 عاماً) أحد هؤلاء الجيران لـ"الأيام"، إنه قرر ترك شقته والسكن في خيمة لا لسبب سوى قلقه من انهيار البناية التي يقطنها أو زيادة تصدعها.
وأضاف: تغاضيت عن السكن في شقتي ذات الجدران المتصدعة وكثيرة الشقوق خلال فصل الصيف المنصرم لكن مع اقتراب الشتاء وسقوط المطر الشديد قد تؤدي هذه الشقوق لانهيار العمارة بأكملها.
وتغيب فرصة الحصول على استشارات هندسية من قبل البلدية أو المكاتب الهندسية أمام هؤلاء المواطنين، من أجل تقييم مبانيهم وتحديد مدى ملاءمتها للسكن والاستخدام، ويعتمد هؤلاء على ملاحظاتهم المتواضعة بهذا الخصوص.
وتفاقم أزمة انهيارات المباني المتصدعة بفعل القصف واضطرار أصحابها لإخلائها والبحث عن مكان نزوح جديد وإقامة خيام، من أزمة النزوح العامة لمئات الآلاف من السكان في قطاع غزة.