
بقلم: يوسي فيرتر
مرفق فيما يلي قائمة الضفادع التي اضطرت حكومة بنيامين نتنياهو الوطنية اليمينية إلى ابتلاعها على يد دونالد ترامب: إعادة الطائرات قبل ثانية من إطلاق القنابل في إيران، وحلف دفاع مع قطر رداً على الهجوم المتهور على مسؤولي "حماس" في الدوحة، وإجبار نتنياهو على الاعتذار أمام العدسات لرئيس الوزراء القطري من خلال مكالمة هاتفية مهينة، وإنهاء الحرب على قطاع غزة قبل احتلال مدينة غزة دون الوصول إلى "آخر إرهابي"، ومغازلة ساخنة وعلنية مع رجب طيب أردوغان، والتعهد لمحمد بن سلمان ببيع عشرات طائرات "إف35" للسعودية، بمستوى الطائرات الإسرائيلية ودون أي ذكر للتطبيع، واتفاق مبدئي على إقامة مشروع نووي مدني في السعودية، وتوقيع حلف دفاع بين الدولتين، وقرار ملزم لمجلس الأمن يرسخ الوضع في قطاع غزة ويمهد الطريق لدولة فلسطينية، ضمن أمور أخرى، على أساس الخطة الفرنسية – السعودية، التي شتمها وزراء الحكومة عندما قام الرئيس إيمانويل ماكرون بعرضها في الأمم المتحدة، والآن يقوم هؤلاء الجبناء بابتلاع ألسنتهم.
بارك رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، باللغة الإنجليزية الخطاب، وتأرنب باللغة العبرية. لقد تسلمت إسرائيل الرهائن العشرين الأحياء ومعظم القتلى (خلافاً لخطط رئيس الحكومة و"الكابينيت" الذين تخلوا منذ زمن عن إعادتهم)، وتمت مكافأة نتنياهو بمناشدة علنية في جلسة الكنيست وبرسالة وجهت للرئيس إسحق هرتسوغ لمنح "العفو" لهذا الشخص. هناك من قالوا إنها صفقة القرن.
المبدأ الذي يعتبر مقدساً في كل الإدارات الأميركية حتى الآن، والذي يتمثل بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في الشرق الأوسط، تم تحطيمه بجرة قلم من الرئيس الأكثر صداقة لإسرائيل. توجد أمامه ثلاث سنوات في البيت الأبيض، ومن الواضح إلى أين يتوجه. ولكن بنيامين نتنياهو لا يهمه كل ذلك. منذ فترة طويلة توقف عن وضع المصالح القومية – الأمنية لإسرائيل في المكان الأول، كما فعل كل رؤساء الحكومة السابقين (أيضاً هو، حتى العقد الحالي، لا سيما في هذه الولاية). الآن هو يرى نفسه فقط.
ترامب يمكنه إعطاء السعودية خمس غواصات نووية، وإعطاء الأتراك عشر قاذفات "بي12"، وإلقاء خطاب في البرلمان الفلسطيني برام الله، وإرسال قوة متعددة الجنسيات إلى الضفة الغربية من أجل إدارة الشؤون فيها بدلاً من الجيش الإسرائيلي و"الشاباك". سيبتلع نتنياهو ذلك، وسيبارك باللغة الإنجليزية ويتجاهل بلغته الأم. كل ما يُتوقع من الرئيس هو مواصلة الضغط على هرتسوغ لمنحه العفو، إضافة إلى التجند لصالحه في سنة الانتخابات. لأنه لا يستطيع تحمل الهزيمة في هذه الانتخابات والتنحي عن الحكم في الوقت الذي ما زالت فيه محاكمته جارية. هذا الأمر غير وارد في الحسبان.
من المرجح أن العرض الأميركي هو نتيجة التعاون بين واشنطن والقدس. قام نتنياهو بخوض اللعبة: في محيطه سربوا بأنه "غضب وضغط" من أجل تليين العرض الأصلي، وتم إرسال رون ديرمر لتضليل الوزراء. هذا كلام فارغ، كل شيء يشبه بيبي. دافعه واضح: العفو والتأييد في الانتخابات. إنجازه الباهر هو أن شركاءه يصمتون. إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش المتبجحان، اللذان هددا عدة مرات بالانسحاب إذا تم وقف الحرب ولم يتم استئصال "حماس" ولم يتم سحق غزة بالكامل وإذا ظهر مصطلح دولة فلسطينية في الكتابات في أي سياق سياسي، توقفا حتى عن التهديد. مرات عدة أفشل نتنياهو صفقات لتحرير المخطوفين بسبب هذه التهديدات. قُتل مئات الجنود بسبب إطالة الحرب، وحكم على عشرات المخطوفين بمواصلة المعاناة والتعذيب في أنفاق "حماس"؛ لأن أحداً ما خاف من أن تسقط حكومته.
بقي بن غفير وسموتريتش في الحكومة، رغم أنهما لا يخضعان لمحاكمة ذات مسار واضح للإدانة. ولكن توجد لهما أسباب أخرى: كل يوم يكونان فيه في الحكومة يقومان بالتغيير. سموتريتش في "المناطق" المحتلة التي وضعها نتنياهو تحت مسؤوليته، وبن غفير في الشرطة، ووزراء الحزبين في الوزارات التي تحصل على ميزانيات ضخمة لا تتناسب مع وزنهم هم أيضاً شركاء نشيطون في عملية تصفية الديمقراطية الإسرائيلية، وإخضاع وسائل الإعلام الحرة والتحييد الزاحف لحراس العتبة. تصفية وظيفة المستشار القانوني للحكومة ستساعد ليس فقط نتنياهو في محاكمته، الذي سيبذل كل محاولة لإلغائها (عن طريق "النائب العام الخاص")، بل سيساعدهم أيضاً في مجالات كثيرة توجد تحت مسؤوليته.
يوجد لهما حلم أكثر أهمية يتقاسمانه مع زعيم الطائفة الذي يجلس في مكتب رئيس الحكومة في القدس: إنزال ضربة قاضية بالديمقراطية الإسرائيلية، التي ما زالت حية، مضروبة، نازفة، ومهددة دائماً. فقط كسر المرافق سينهي القصة. سيؤدي إلى حملة انتخابات، نتائجها سيتم إملاؤها مسبقاً، مثلما في تركيا، والصين، وروسيا، والتي في نهايتها حكومة كارثة الغلاف والتخلي عن المخطوفين والإرهاب اليهودي والتهرب من الخدمة العسكرية، ستبقى على حالها. مثل نتنياهو، أيضاً بالنسبة لهم المعارضة لا تعتبر خياراً.
خمس ملاحظات
- نتنياهو معني باستكمال ولايته، أي أن الانتخابات ستجرى في الموعد المحدد لها وهو 27 تشرين الأول 2026، وليس قبل بداية أيلول. من أجل ذلك هو سيضطر إلى المصادقة على الميزانية حتى 31 آذار القادم. سيحاول أن يشتري دعم الحريديين بمليارات الشواكل؛ لأنه لن يستطيع حياكة قانون الأعفاء من أجلهم. أول من أمس، صادق في الواقع على بدء النقاشات، لكن هذا استهدف كسب الوقت، وهو مجال يتميز به. لا توجد له أغلبية في الكنيست لقانون الإعفاء، وتوجد له محكمة عليا، أوضحت موقفها في هذا الأسبوع بعد أن قام اثنان من الحاخامات، لنداو وهيرش، بالموافقة على الدفع قدماً بخدعة بوعز بسموت. ستكون هذه المليارات على حساب التعليم، الصحة، الرفاه، المواصلات، ورجال الاحتياط. المخطوفون الذين تم إطلاق سراحهم سيتعين عليهم الاكتفاء بالمخصصات والدعم البائس الذي ترميه الحكومة لهم. لو كان بين الناجين عدد من طلاب المدارس الدينية الذين تهربهم هو عقيدتهم، لكان وضعهم أفضل بكثير، كانوا سيغرقون بالأموال.
- سيقرر ثلث وزراء الحكومة ماهية تفويض لجنة التشهير بشأن كارثة 7 تشرين الأول. الاتجاه واضح: من "أوسلو" ومروراً بالانفصال، وانتهاء بالشمال. من بين الجهات التي سيتم التحقيق معها المحكمة العليا والمستشارة القانونية للحكومة وحركات الاحتجاج ووسائل الإعلام. هذه الجريمة القبيحة لها ميزات كثيرة. فكلما ظهرت اللجنة مثل كاريكاتير فإن موقف الجمهور منها سيكون متوافقاً مع ذلك. رأينا من عيّنه ياريف لفين للإشراف على التحقيق مع المدعية العسكرية العامة (قاض غير ناجح سمي "بطل المماطلة")، حيث أراد التنافس من قبل "الليكود" على رئاسة بلدية طبريا، وعيّن ابنه قاضياً من قبل لفين نفسه (كما كشف ميخائيل هاوزر طوف في "هآرتس")، هكذا من المرجح أن يبدو أيضاً مرشحه لرئاسة لجنة التشهير. هذا قبل أن تنظر محكمة العدل العليا في حيثيات القضية. وفقاً للأمر الصادر، هذا الأسبوع، فإنه سيتعين على الحكومة الشرح للقضاة لماذا لا يعد فشل 7 تشرين الأول من نوع القضايا التي تتطلب صراحة تشكيل لجنة تحقيق رسمية. هناك تخمين: حتى أكثرهم تحفظاً لن يصدق هذه النكتة المملة.
- قال وزير الأمن الوطني، إيتمار بن غفير، في الكنيست: "أمشي في الشارع، وكثير من الناس يتقدمون مني، ويقولون إنهم يريدون التطوع لفعل ذلك". القصد هو عقوبة إعدام "الإرهابيين"، وهو القانون الذي يروّج له بدعم من نتنياهو. ممثل كبير في اتحاد الأطباء، الذي عرض موقف هذه النقابة الذي يقول إن الأطباء من غير المفروض أن يقوموا بالقتل بوساطة حقن السم، تم إبعاده من اللجنة على يد الرئيس تسفيكا فوغل (قوة يهودية) قبل أن يصرخ بن غفير عليه: "أعرف أطباء كثيرين سيكونون مسرورين بفعل ذلك". كان هناك واحد نعرفه جميعنا، لكنه غير متاح، هو باروخ غولدشتاين.
- مساء اليوم، ستقام تظاهرة في ساحة هبيمه في تل أبيب دعماً للجنة تحقيق حكومية، نظمها "مجلس تشرين الأول"، حيث يجمع مئات العائلات الثكلى في المجزرة وعائلات المخطوفين. وقد تمت دعوة جميع رؤساء المعارضة لهذه التظاهرة، وسيجلسون على المنصة ولكنهم لن يتحدثوا. بما يشبه أصص الورود. لأول مرة ستكون هناك صورة مشتركة للستة (بينيت، ليبرمان، لابيد، غولان، آيزنكوت، وغانتس). سيدركون أن الشيطان ليس فظيعاً جداً. في النهاية، بعد إغلاق صناديق الاقتراع، من المفترض أن يحاولوا تشكيل حكومة معاً، أليس كذلك؟ الخطوة التالية يجب أن تكون تظاهرة يتم تنظيمها ضد الحكومة.
- أول مكالمة هاتفية أجراها يائير لابيد قبل إعلانه عن انضمام الجنرال احتياط نوعم تيفون لحزب "يوجد مستقبل" كانت مع غادي آيزنكوت. لابيد أراد التوضيح له أن العرض المقدم للجنرال احتياط، أن يأتي هو أيضاً (حتى أن يقف على رأس "يوجد مستقبل")، ما زال ساري المفعول. تيفون من الشخصيات البارزة التي دخلت حياتنا بعد 7 تشرين الأول. فقد هب هو وزوجته غالي معاً صباح يوم الهجوم إلى منطقة الغلاف لإنقاذ ابنهما وعائلته. وتعوّقا في الطريق بسبب إخلاء مصابين. إن ذهاب تيفون إلى السياسة هو بالضبط ما سجله الطبيب. سوية مع يونتان شمريز، شقيق ألون المخطوف الذي قتل بنار الجيش الإسرائيلي، وإيال إيشل، والد روني المراقبة التي حاربت وقتلت في موقع "ناحل عوز"، ونشطاء احتجاج آخرين (على أمل أن تنضم عيناف تسانغاوكر الرائعة)، توجد احتمالية للتغيير.
عن "هآرتس"