هدم منشآت زراعية وسكنية في برية النبي موسى

القدس – "الأيام": هدمت قوات الاحتلال خمس منشآت زراعية وسكنية في برية النبي موسى شرق القدس المحتلة، وأخطرت بهدم ووقف بناء أكثر من 40 منزلاً ومبنى في حي واد الحمص بالقدس المحتلة.
فقد أكدت محافظة القدس، أن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة البقيعة في برية النبي موسى شرق القدس وحاصرت تجمعا بدوياً قبل أن هدمت منشأتين سكنيتين وحظيرة أغنام تعود للمواطن محمد المعازي، ومنشأة سكنية أخرى وحظيرة أغنام تعود إلى شقيقه جميل المعازي.
في الإطار، كشفت المحافظة عن توزيع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، 40 إخطارا بالهدم ووقف البناء في حي واد الحمص جنوبي شرق القدس خلال اليومين الماضيين.
وقالت محافظة القدس في بيان إن سلطات الاحتلال وزّعت أمس أربعة إخطارات هدم داخل الجدار في مناطق (أ) و(ب)، إضافة إلى ستة إخطارات بوقف العمل داخل مناطق (ج).
وأشارت إلى أنها كانت قد وزعت أول من أمس 30 إخطار هدم لمبانٍ تقع خارج جدار الفصل العنصري، رغم أنها واقعة ضمن مناطق مصنّفة (أ) وتحمل تراخيص فلسطينية رسمية.
وأكدت المحافظة، أن هذا التصعيد يأتي في سياق سيطرة الاحتلال على المساحات الحيوية في واد الحمص، الذي تبلغ مساحته 4,500 دونم، استولى الاحتلال منها على 2,000 دونم داخل الجدار، فيما بقيت المساحات المتبقية خارج السيطرة المباشرة له.
وأشارت إلى فرض الاحتلال شريطًا بعمق 250 مترًا على جانبي الجدار، وصفه بـ"منطقة عازلة"، ليستخدمه ذريعة جاهزة لإصدار الإخطارات وشرعنة هدم المنازل الفلسطينية، مستنداً في ذلك إلى أمر عسكري صادر عام 2011، أعيد تفعيله عام 2015، ليشكّل غطاءً قانونيًا زائفًا لموجات متتالية من الهدم والإخلاء.
وشددت المحافظة على أن سياسة الهدم التي يمارسها الاحتلال ضد المقدسيين ليست إجراءات فردية، بل جزء من مخطط استعماري ممنهج. ففي الوقت الذي يقوم فيه الاحتلال بتسهيل وبناء آلاف الوحدات الاستعمارية على أراضٍ فلسطينية، ويوفر لهم البنية التحتية والمشاريع، يمنع المقدسيين من الحصول على تراخيص البناء، ويهدم منازلهم ويوقف مشاريعهم.
واعتبرت المحافظة هذه الممارسات جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية يحاسب عليها القانون الدولي، وهي أبشع أشكال التمييز الاستعماري التي تدمّر حياة المقدسيين، وتقوّض اقتصادهم، وتقضي على مستقبل أبنائهم في المدينة.
وأعربت، عن قلقها إزاء استمرار الحكومة الإسرائيلية في تكثيف هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية في محاولة لطمس الوجود الفلسطيني في القدس، وتحويلها إلى عمق استراتيجي للاستيطان، في أبشع أشكال التطهير العرقي الذي يُمارَس بشكل يومي ومتصاعد. وأشارت إلى أن هذه العمليات الواسعة تسببت في تشريد آلاف المقدسيين، بينهم الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي.