تاريخ النشر: 10 تشرين الثاني 2025

الأوركسترا العربية الفلسطينية 2025: تجديدٌ موسيقيّ يعزّز الصمود ويبعث الأمل

رام الله – "الأيام": بعنوان "غزة الشعب الصامد"، ينظّم معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى عرضين للأوركسترا العربية الفلسطينية بقيادة الفنان سهيل خوري، أولهما في مسرح قصر المؤتمرات في مدينة بيت لحم يوم الجمعة 14 تشرين الثاني الجاري، والثاني في مسرح نسيب شاهين بجامعة بيرزيت يوم السبت 15 تشرين الثاني الجاري.
وجاء في بيان للمعهد أن الجولة تأتي ضمن رؤيته التي تؤمن "بأن الفنّ والموسيقى يشكّلان صوتاً لفلسطين في وجه الإبادة والمحو الثقافي، وصرخة ضدّ الصمت والتواطؤ والتدمير، وإعلاناً بأن الجمال مقاومة، وأن الإبداع شكل من أشكال الصمود".
وأضاف البيان: "تنطلق رؤية المعهد هذه من إيمانٍ عميق بأن الثقافة والموسيقى ليستا ترفاً في زمن العدوان، بل أدوات مقاومةٍ حيّةٍ رافقت مسيرة التحرّر الوطني وشكّلت جزءا أصيلاً من نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية وتقرير المصير".
وسيكون جمهور العرضين على موعدٍ مع مجموعةٍ من الأعمال الحصرية التي كُتبت خصيصًا للأوركسترا هذا العام، لتقدَّم للمرة الأولى كخطابٍ موسيقيٍّ جريء في مواجهة واقع الإبادة في فلسطين؛ فهذه المؤلفات لا تُزخرف الألم، بل تبني عليه لتستولد منه معنى جديداً للحياة والصمود.
ويتميّز برنامج هذا العام باتكائه الكامل على مؤلفاتٍ موسيقيةٍ، استلهمها الفنانون من التجربة الفلسطينية خلال حرب الإبادة المستمرّة، ولا سيما في قطاع غزة.
وتجمع هذه الأعمال بين الحسّ المقامي الشرقي والبحث الصوتي المعاصر، في وحدةٍ تعبّر عن التجربة الجماعية للفقد والصمود، وتُبرز علاقة الموسيقى بالواقع الاجتماعي والوطني الراهن.
ومن بين المقطوعات التي يتضمّنها البرنامج: "رقصة الأرض" للفنان ونيس زعرور، و"قم" للفنان طارق عبوشي، و"لقاء بعد النزوح" للفنان تامر الساحوري، و"شو صاير" للفنان عيسى بولص، و"اغتراب" للفنان يوسف زايد، إضافة إلى "ورد ونار" و "يا دار" للفنان أحمد الخطيب، و"ما بين حيفا وجنين" و"غزة الإباء" للفنان سهيل خوري، إلى جانب إعداداتٍ وتوزيعاتٍ جديدة للفنانين عز الدين سعيد وإسماعيل داوود.
ومنذ انطلاقتها في العام 2021، تحوّلت الأوركسترا العربية الفلسطينية إلى كيانٍ أوركستراليٍّ متميّزٍ يعيد تعريف مفهوم الأوركسترا العربية، عبر المزج بين الجذور التقليدية والتجريب المعاصر، بالاعتماد على التفاعل الطبيعي بين الآلات دون أي تضخيمٍ صوتيٍّ، ما يمنحها هويةً صوتيةً فريدة تجمع بين النقاء والحيوية. فهي ليست مجرّد فرقةٍ موسيقية، بل مشروعٌ ثقافيٌّ يحمل في نسيجه أسئلة الهوية وطموحات الصوت الفلسطيني والعربي المتجدد.