تاريخ النشر: 21 نيسان 2015

«منذ الإغريقِ على مشارفِ كفّيْها»

إلى تمارا ماس..
أكثر مما سأعرف يوماً،
أبعد من «دائماً»،
وأعمق..

- محمد غباري –

(1)
أعرف غابةً؛
ظهرها مرهونٌ لشامات تعدّ ولا تحصى،
سنابلها منذورة للريح والمرايا،
وخطوتها تحلف بالكعب العالي أن قبيلة أشجار مرّت..
يتبعها نهرٌ يلهث من فرط الماء،
وأن يماماً مرصوداً لحراستها..
إن ضحكَتْ
حلّق أبعد من سور مجرتنا.
أعرف غابةً
تخلع تفاحها قرب فمي
وتجري...

(1)
وحقِّ الحقلِ المتمدّد من أول ( دوما ) حتى آخر شلالٍ في كتفيها،
وعزّةِ كل الأرواح الآرامية إذ تركض نحو أكفِّ الله بسرعة مليون جيجا بايت في الطّلقةْ،
ما كان السيّد - في وحدته - سيقصّ على الماء نواياه..
لولا استحسن أن تمارا ستدير شؤون الحب
بجيشٍ من غَمَزاتٍ وأناشيد.
خذ أيامك يا نهر الحزن
- فلن يرتدّ القلبُ-
ولا تأمن مكر العشّاق إذا هم شاءوا..

(1)
بنتَ ترانيم الوجع المطليّ على شفة الأجراس،،،
وأختَ مآذن ناحت
حين حمائم حارتها رحلت في جوف الذّعر
وجوف الصوت المتفجر،،،
ما زالت تحمل في ضحكتها فرحاً
ينتشل العالم من هوته
في قيعان الدم.

(1)
صوتكِ منجاتي..
و الليل بأنياب..

صوتكِ
هذاالمكتظّ بطول السّرو
و خضرته،
و بمسكنة الأعشاب البرية،
و بطيبة أحلام الفلاحين..
بشدّتهم،
و بحزن أغانيهم إذ ترجع عند الشفق
محملة بالكدّ على قصب الشبّابة
و الملح الناشف يتكدّس فوق حناجرها..
صوتك هذا .. منجاتي
و الليل بأنياب..

(1)
خذي بيدي
من إشارات المرور الحمر..
والنساء البيض،
من مخالفات السير..
والمنعطفات الغريبة.. والأحلام المألوفة،،،
خذي بيدي..
أو خذيها،،،

(1)
من تأخذني من غيلان البرد
الموغل في بدني
وتنجّيني من لألأة كؤوس الليل الأمّارة بالظلمات
وتدخلني في كأس أصابعها
كي أسترق الدفء
وتتبعني بشهابٍ من نارٍ ونعاسٍ..
غيركِ ؟

من - غيركِ - تتحمل
ندْبي
حين أرى الإغريقَ يبيعون مواعظهم في المولات،
زهيرَ بن أبي سلمى يخرج من بنك التوفير إلى صالات الديسكو،
صوفيّا يبحث في الهاتف عن أقرب ملهى،
وابن الرومي يعبّد درباً من بغداد إلى النار... ويسبقه ؟

(1)
تعالي
نحقنْ وجه المحبة بالبوتكس،
ونقرأ عليها ما تيسر من قصص الأطفال...

(1)
كفّاي بإصبعين..
لحبّنا عشر أصابع...