تاريخ النشر: 27 تشرين الثاني 2025

فرض حظر التجوّل وسط عمليات دهم وتخريب وتنكيل واسعة

الاحتلال يشنّ عدواناً واسعاً على محافظة طوباس بمساندة المروحيّات


 

كتب محمد بلاص:

 

أطلق جيش الاحتلال، أمس، عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة طوباس، عزل في إطارها المحافظة عن محيطها وفرض عليها حظر التجول، وشن فيها عمليات دهم وتخريب وتنكيل واسعة.
فقد أكد شهود عيان لـ"الأيام"، أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال شنت عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة طوباس، تساندها مروحيات قتالية وطائرات استطلاع مسيرة.
وأفاد الشهود، بأن قوات الاحتلال أعلنت منذ اللحظات الأولى لعدوانها حظر التجول حتى إشعار آخر، وهددت بإطلاق النار على كل جسم متحرك، قبل أن تبدأ جرافاتها بإغلاق مداخل المحافظة الرئيسة والفرعية بالسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية، وعزلها عن محيطها، واحتلال بنايات ومنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار ساكنيها على النزوح منها قسراً.
وأشاروا إلى أن قوات الاحتلال احتجزت عشرات المواطنين، خلال اقتحامها مدينة طوباس ومخيم الفارعة وبلدات طمون وعقابا وتياسير، مؤكدين أن جنود الاحتلال خربوا ممتلكات مواطنين، واعتدوا على خطوط مياه.
بينما أكدت جمعية الهلال الأحمر أنها تعاملت مع 10 إصابات جراء الاعتداء بالضرب المبرح تم نقل 4 منها إلى المستشفى وعلاج 6 ميدانياً.
وأضافت إن طواقمها نقلت 30 حالة مرضية منها 20 حالة غسيل كلى، وحالة وفاة داخل منزل إلى المستشفى.
وأشارت في وقت لاحق إلى أن طواقمها تعاملت مع إصابة رجل مسن، نتيجة الاعتداء عليه بالضرب المبرح في طوباس، لافتة إلى إن قوات الاحتلال تمنع طواقمها من الوصول إلى طفل مصاب نتيجة حروق في بلدة تياسير.
بدوره، أكد محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد، أن نحو 70 ألف مواطن أصبحوا محاصرين ولا يستطيعون مغادرة منازلهم، فيما أعلنت مديرية التربية والتعليم عن تعطيل المدارس ورياض الأطفال حفاظاً على سلامة الطلبة والعاملين في السلك التعليمي.
وقال الأسعد لـ"الأيام": "إن العملية العسكرية في محافظة طوباس هي عملية سياسية لفرض وقائع على الأرض، وتطبيق لمشروع آلون الاستيطاني الذي طرح في السبعينيات ويقضي بضم ثلث مساحة الضفة، مشيراً إلى أن الاحتلال فرض حظراً للتجول على كل مناطق المحافظة، وقام بتقطيع أوصالها عبر سواتر ترابية.
وأكد أن الاحتلال سيطر على نصف مساحة طوباس البالغة حوالى 410 كيلومترات مربعة من خلال خطة استيطانية، مشيراً إلى أنه يهدف من خلال العملية العسكرية الحالية إلى فرض وقائع على الأرض.
ونفى مزاعم الاحتلال بأن ما يجري في طوباس يهدف لمنع المسلحين الفلسطينيين من إعادة تنظيم أنفسهم، حيث قال: "إن الاحتلال يكذب دائماً".
وقال: "أصدرنا توجيهات بتعطيل دوام المدارس والمؤسسات للحفاظ على أمن وسلامة مواطنينا، وإبقاء لجان الطوارئ في كافة المناطق تحت الجاهزية، وأن تعمل في ظل هذه الظروف الأمنية الصعبة لتلبية احتياجات المواطنين وتوفير ما يلزمهم".
وأكد محافظ طوباس، أن قوات الاحتلال تحد من حركة مركبات الإسعاف والطواقم الطبية، ولا تسمح بالوصول لبعض الحالات المرضية التي تحتاج لرعاية طبية وأن هناك تواصلاً مع الصليب الأحمر الدولي للتدخل لنقل تلك الحالات والتعامل معها.
بينما قالت بلدية طمون، إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة، في حين أطلقت طائرات الاحتلال النار على الأهالي والأحياء السكنية، فيما أقدمت الجرافات على تجريف طرق رئيسة، وقطعت خطوط المياه، وأغلقت مداخل البلدة، وحولت ما لا يقل عن عشرة منازل إلى ثكنات عسكرية.
وأشارت البلدية، إلى أن الاحتلال أغلق أحياء كاملة داخل البلدة، وقسمها وفصلها عن بعضها، وسط عمليات دهم وتفتيش واسعة النطاق، والاعتداء على عدد من المواطنين بالضرب، وإخضاع العشرات للتحقيق الميداني.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام "الشاباك"، وقوات "حرس الحدود"، في بيان مشترك، عن بدء عملية واسعة في شمال الضفة الغربية، لإحباط أي عمليات ضد أهداف إسرائيلية ومنع إعادة تشكيل خلايا مسلحة.
وبحسب موقع "واينت" العبري، من المقرر أن تستمر العملية عدة أيام، وستكون على غرار عمليات أخرى نفذت في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس.
بدورها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن ثلاثة ألوية من الجيش الإسرائيلي تشارك في العملية العسكرية في طوباس.

بدوره أفاد مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة بأن قوات الاحتلال واصلت طوال ليلة أمس، مداهمة العديد من منازل المواطنين في أغلب مناطق محافظة طوباس، وتحتجز العديد منهم وتقتادهم إلى مراكز التحقيق الميداني، حيث زاد عدد المحتجزين حتى الآن على 70 محتجزا، غالبيتهم من بلدة طمون.
وأضاف إن قوات الاحتلال اعتقلت مصابا من داخل مركبة الإسعاف على مدخل بلدة طمون عند توجه طواقم الإسعاف به من داخل البلدة إلى المشفى، وهو الأسير المحرر محمد علاء بني عودة.