غزة - "الأيام": في أسواق قطاع غزة الشعبية، يتفحص متسوقون أسعار البضائع الأساسية كالخضراوات بعين من القلق بسبب الغلاء الفاحش الناجم عن إغلاق إسرائيل المعابر أمام دخول المساعدات الغذائية والإنسانية منذ الأحد، في تكريس واضح لسياسة تجويع "ممنهجة ومتعمدة".
بحزن وقهر يمد متسوقون أيديهم لتناول حبات معدودة من الخضراوات الأساسية لشرائها من الباعة في إطار تجهيزاتهم لموائد الإفطار الرمضانية التي توضع على خجل - إن وجدت - بسبب انعدام قدرتهم على شراء المواد الغذائية وغياب المساعدات.
إحدى السيدات اللواتي ارتدن سوق "حي الشيخ رضوان" شمال غربي مدينة غزة، انتقت 3 حبات من البندورة وناولتها للبائع لوزنها ومعرفة ثمنها.
وقبل اندلاع الإبادة، كان المتسوقون يشترون هذه الخضراوات بالكيلو، بينما باتوا يشترونها بالحبة الواحدة وفقا لإمكانياتهم المادية المعدمة.
كانوا يجهزون قبل الإبادة "المؤونة" لشهر رمضان، وكانوا يعكفون على تخزين المواد الغذائية الصالحة للبقاء لفترة طويلة بغية استخدامها عند حاجتها. فيما حولتهم حرب الإبادة إلى فقراء، بحسب بيانات البنك الدولي، بلا مصدر للدخل وبلا مساعدات، مؤخرا.
واصلت إسرائيل، أمس، لليوم السادس على التوالي إغلاق معابر القطاع أمام المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية ما يفاقم المأساة الإنسانية بغزة.
وقال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الاثنين، إن أسعار المواد الغذائية ارتفعت لأكثر من 100 ضعف جراء الإغلاق الإسرائيلي.
بائع الخضراوات في سوق الشيخ رضوان، زياد حرب قال، إن الأسعار ارتفعت بشكل كبير جراء إغلاق إسرائيل للمعابر.
وتابع، "الأسعار نار (كناية عن الغلاء الفاحش)، لا توجد بضائع"، في إشارة منه لعدم وجود بضائع في المخازن فيما يقول مراقبون اقتصاديون، إن قطاع غزة لا يضم مخازن قادرة على حفظ الأغذية لفترات طويلة.
وأوضح أن السلع الغذائية الأساسية ارتفعت أسعارها بشكل كبير خاصة الخضراوات التي شهدت أسعارها ارتفاعات بنسب متفاوتة يبلغ متوسطها نحو 200%.
وذكر أن المتسوقين باتوا يشترون ما يحتاجونه بـ"الحبة الواحدة" بسبب انعدام قدرتهم الشرائية لعدم وجود الوظائف.
ولفت إلى أن التجار يضطرون أحيانا إلى بيع الخضراوات بأقل من سعرها متكبدين خسائر مالية، خوفا من بقائها لديهم وتعرضها للتلف.
وطالب بفتح المعابر وإدخال البضائع والمساعدات كي يتمكن فلسطينيو قطاع غزة من إكمال شهر رمضان بالحد الأدنى من الإمكانيات.
بدوره، قال المواطن محمد العشي، أحد مرتادي السوق، إن إغلاق المعابر تسبب بتفاقم المأساة في قطاع غزة.
وأضاف، إن الأوضاع الإنسانية أصبحت صعبة للغاية بسبب إغلاق المعابر، فالمواطن بات مضطهدا وغير قادر على شراء احتياجاته الأساسية في ظل ارتفاع الأسعار.
وفي مواجهة ذلك، لجأ مواطنون إلى شراء حاجتهم من الخضراوات بالحبة الواحدة، وفق العشي، مطالبا العالم بالنظر إلى الفلسطينيين بعين من الرأفة والضغط من أجل فتح المعابر.
من جانبها، قالت صانعة حلوى "القطائف" رولا كريّم، إن حركة الشراء في الأسواق بعد نحو قرابة 16 شهرا من حرب الإبادة الجماعية، ضعيفة.
فاقم ضعف هذه الحركة إغلاق إسرائيل للمعابر والذي تسبب بندرة توفر السلع والبضائع وارتفاع أسعارها بما لا يمكّن المواطنين من الشراء.
وقالت كريّم، "الأسعار غالية جدا، كل البضائع ارتفعت أسعارها بشكل كبير، والفلسطينيون بلا نقود".
وعن ضعف حركة الشراء، تساءلت كريّم، "من أين سيجلب الناس النقود؟"
وضرب ارتفاع الأسعار أيضا مكونات حلوى "القطائف" بحيث أصبحت الحبة الواحدة منها تكلف العائلة مبلغا لا تجد إمكانية لدفعه من أجل توفير كمية توازي عدد أفرادها.
وكانت المساعدات تدخل إلى قطاع غزة من 3 معابر: معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع، ومن معبر أو نقطة استحدثتها إسرائيل خلال حرب الإبادة الجماعية وتقع شمال غربي القطاع وأطلقت عليها اسم "زيكيم"، وحاجز بيت حانون "إيريز" شمال القطاع.