تاريخ النشر: 04 كانون الثاني 2025

مجزرة مواصي خان يونس تتسبّب بصدمة عصبية لدى النازحين

كتب خليل الشيخ:

"جميع أفراد أسرتي صامتون، وفشلت كل محاولاتي للتحدث إليهم ومعهم، فهم مصدومون من القصف الذي أوقع شهداء وجرحى"، هكذا قال النازح أحمد المدهون (36 عاماً)، مضيفاً: "زوجتي وبناتي أصبن بصدمة عصبية، وفقدن القدرة على الحركة والكلام منذ أن شاهدن الشهداء والجرحى وبقع الدم التي امتزجت مع الفرشات والأغطية، لا سيما أن هؤلاء الشهداء من الأقارب".
وتابع: "نعم نجونا من الموت، لكننا لم ننجُ من الخوف والذعر، وأصبنا بصدمة عصبية نتيجة هذه الضربة التي زلزلت أركان المنطقة"، مشيراً إلى أن مشاهد الجثامين وهي ملقاة على الأرض "كانت تعبر عن حجم المأساة التي نمر بها".
واستشهد 11 مواطناً نتيجة قصف الاحتلال تجمعاً لخيام النازحين في مواصي خان يونس، جنوب قطاع غزة، غالبيتهم أطفال.
وادعت قوات الاحتلال أن الغارة الجوية استهدفت اثنين من قادة الشرطة في غزة، لكنها قتلت تسعة مواطنين من عائلات: المدهون، والبردويل وصلاح وأصابت نحو 20 بجروح غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وقال المدهون: "نحن مررنا بعدة ساعات مرعبة وقد انتهت، لكن الأكثر قلقاً هو كيف لنا أن نهجع في مضاجعنا ونحن نترقب قصفاً مماثلاً في أي لحظة؟".
من جهته، قال المواطن "أبو باسل": "من دون شك كانت ليلة مرعبة، اعتقدنا أننا نموت والشظايا تتساقط على الخيام وتمزقها، فكل منا ردد الشهادة أكثر من مرة معتقداً أنها النهاية".
وأضاف: "لم يصدق غالبية هؤلاء الناجين أنفسهم أنهم خرجوا من هذا القصف سالمين بعد توقف سقوط الشظايا التي بدت كالمطر، فتلك المرأة احتضنت طفلتها وخرجت من الخيمة وهي تبكي وتصرخ، وهذا الشاب حمل جده المسن على ظهره محاولاً مغادرة المكان، والأطفال استيقظوا مذعورين من هول صوت الانفجار".
وأشار "أبو باسل" إلى أنه على الصعيد الشخصي بقي مستسلماً في مكانه راضياً بقدره، ومردداً الشهادة ليخرج بعدها باتجاه مكان القصف ليتفاجأ بأجساد الشهداء ملقاة على الأرض.
وفيما عبر بعض النازحين عن رغبتهم في مغادرة المكان، إلا أنهم تراجعوا بعد أن تيقنوا أنه لا مكان آمناً في قطاع غزة قد يقلل من توقعاتهم بمجزرة مماثلة.
وذكر "أبو أحمد" (43 عاماً) أحد هؤلاء النازحين، أنه لم يعد يريد المكوث في مواصي خان يونس بعد حالة الذعر التي عاشها أطفاله، مشيراً إلى أنه سينزح إلى أي منطقة أخرى لكنه تراجع بعد أن انتبه أنه لا يوجد مكان آمن.
وقال: "لم يعد هناك مكان آمن في قطاع غزة بعد استهداف ما تسميه إسرائيل مناطق إنسانية آمنة"، معتبراً أن استهداف منطقة عير مصنفة بأنها منطقة قتال تصعيد فاق كل التوقعات.
وتسببت المشاهد التي تفقدها هؤلاء النازحون وآثار استشهاد ثلاثة أطفال من عائلة البردويل حالة تضامن كبيرة، وسط تخوفات بأن يتم استهداف أطفالهم بصورة مشابهة في المرة القادمة.
وكان المواطن وليد البردويل، وهو والد الأطفال محمد (11 عاماً) وأحمد (13 عاماً) وعبد الرحمن (7 أعوام)، أكد استشهاد أبنائه الأطفال الذين كانوا يغطون في النوم عندما أصابتهم هذه الشظايا وتسببت باستشهادهم على الفور، وكانت آثار دمائهم على فُرشهم وأغطيتهم.