كتب خليل الشيخ:
"هذه أكثر ليلة دامية ومرعبة شهدتها محافظة شمال غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل عام وشهرين"، بهذه الكلمات بدأ المواطن "أبو يزن" بوصف ما جرى في بعض مناطق جباليا وبيت لاهيا، الليلة قبل الماضية.
وقال "أبو يزن" (43 عاماً) من مشروع بيت لاهيا: "لم تتوقف كل أشكال العدوان والإبادة طوال ساعات الليل فمن قصف المنازل بالصواريخ إلى حرقها وتجريفها"، مشيراً إلى أن الاحتلال قام وبين وقت وآخر بتفجير منازل ومرافق عامة بـ"روبوتات" متفجرة كانت تُسمع في كافة أرجاء مشروع بيت لاهيا وخارجه.
وأضاف: "لم ننم، والغالبية لم يناموا خاصة النازحين والمقيمين في أحياء تل الزعتر، والمشروع، والصفطاوي، فهؤلاء كانوا شهوداً على تفجير وقصف عشرات المنازل".
وذكر "أبو يزن": "أصوات الأحزمة النارية كانت مريبة جداً ومرعبة إلى حد تجعل الأطفال والنساء يبكون من شدة الخوف والرعب"، مشيراً إلى أن سماع أصوات الانفجارات المتتالية القريبة يشكل هاجساً كبيراً بقرب الأجل".
وأشار إلى أن الأحزمة النارية تركزت في مناطق شارع أحمد ياسين وجنوب بلدة جباليا والتوام.
من جهته، قال أحد شهود العيان لـ"الأيام": "اعتبرت الليلة قبل الماضية من أصعب الليالي التي مر بها شمال قطاع غزة من حيث أصوات التفجير والقصف وتحليق الطائرات".
أوضح الشاب نعيم حسن (32 عاماً) أن جيش الاحتلال مارسَ كل أشكال الإبادة الجماعية دفعة واحدة، فمن قصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، في إشارة إلى استهداف عائلة "أبو الطرابيش" الذي أودى بحياة نحو 25 شخصاً، إلى إرسال ما بين خمسة إلى سبعة "روبوتات" متفجرة في الشوارع المحيطة بمستشفى الشهيد كمال عدوان لتفجير المنازل.
وأكد أن هذه "الروبوتات" تسببت بتدمير مربعات سكنية محيطة بالمستشفى مرجحاً أن يكون هناك شهداء تحت ركام هذه المنازل دون معرفة أحد.
وأشار مواطنون إلى أن قوات الاحتلال أحرقت مربعات سكنية في مشروع بيت لاهيا بعد قصفها بالصواريخ، وأن غالبية هذه المربعات خالية من السكان.
وقال حسن: "تخيّل أن تشاهد النيران تعلو وتعلو في عتمة الليل ويصاحبها دخان كثيف في وقت تسمع أصوات تفجير وإطلاق النار وأصوات طائرات كواد كابتر"، مشيراً إلى أن هذه الطائرات هي التي تسقط قنابل تسبب حرق المنازل والمربعات السكنية. وتركزت أعمال الحرق في منطقتي "العلمي" والأحياء الوسطى من مخيم جباليا.
واعتبر أن قوات الاحتلال "أثارت الليلة قبل الماضية حالة واسعة من الرعب والخوف بين الناس المتبقين هنا"، دون أن يحدد أماكن تواجدهم لأسباب أمنية.
قصف مدفعي
من جهتهم، قال مواطنون إن اكثر ما يثير خوفهم وقلقهم هو استمرار القصف المدفعي بشكل عشوائي.
وذكرت المواطنة "أم محمد" في الخمسينيات من عمرها، من حي الشيخ رضوان بمدينة غزة: "سقوط قذائف مدفعية قريبة من مكان تواجدنا يعرض حياتنا للخطر"، لافتة إلى سقوط شهداء ومصابين نتيجة تعرضهم لشظايا القذائف والركام، وأكدت أن القصف المدفعي كان قوياً جداً الليلة قبل الماضية، وتزامن مع قصف جوي وتحليق طائرات "كواد كابتر".