تاريخ النشر: 31 تشرين الأول 2024

الاحتلال يُدخل المساعدات عبر شمال غزة ويحرم سكانه منها


كتب عيسى سعد الله:
بعد نحو شهر من العملية العسكرية الإسرائيلية العميقة والواسعة على منطقة جباليا وشمال غزة بشكل عام، يرفض جيش الاحتلال بشكل قاطع إدخال أي غرام من المساعدات الغذائية والدوائية إلى محافظة شمال غزة، رغم إدخاله عشرات شاحنات المساعدات عبرها إلى محافظة مدينة غزة.
ورغم المجاعة المميتة التي تضرب المحافظة وبشكل خاص بلدة جباليا النزلة ومخيمها، إلا أن الاحتلال يرفض كل الضغوط والدعوات لإمداد من تبقى من سكان بالحد الأدنى من المواد الغذائية والمياه بعد نفادها بشكل شبه كامل.
ولم يكتفِ جيش الاحتلال برفض كل الدعوات الدولية والمؤسساتية لإدخال الطعام للسكان المحاصرين، بل لا يتردد في قتل أي شخص يحاول إدخال أي كمية من الغذاء متسللاً إلى أي من منازل المحافظة التي تخضع لحصار مشدد من كل الجهات، بما فيها الجهة الجنوبية، حيث تنتشر عشرات الدبابات والآليات المدرعة في المنطقة وتفصلها بشكل كامل عن الأحياء الشمالية لمدينة غزة، خاصة حيي الشيخ رضوان والتفاح، ومخيم الشاطئ.
ودفع عشرات المواطنين حياتهم ثمناً لمحاولتهم إدخال كميات محدودة من المواد الغذائية إلى منطقة جباليا المحاصرة.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل عشوائي باتجاه مجموعات من المواطنين حصلت على مواد غذائية من شاحنات تنقلها عبر موقع "زيكيم" العسكري شمال قطاع غزة إلى منطقة السودانية غرب بلدة جباليا.
وأوضح الشهود أن قوات الاحتلال أطلقت النار على العديد من المواطنين الذين حاولوا التسلل إلى قلب بلدة جباليا ومخيمها وأردتهم شهداء وجرحى.
وبيّن أن قوات الاحتلال تطوق خط سير المواطنين الذين تسمح لهم بالاستيلاء على محتويات الشاحنات على الطريق الساحلي غرب جباليا، ولا تسمح لهم بالدخول إلى عمق المنطقة المحاصرة في جباليا، وتطلب منهم السير باتجاه أحياء مدينة غزة وبشكل خاص مخيم الشاطئ وحيي النصر والشيخ رضوان.
ويواجه مواطنو جباليا خطر الموت جوعاً وعطشاً بعد نفاد الطعام والشراب والأدوية، التي باتت تشكّل هاجساً كبيراً للمواطنين بعد تدمير معظم الصيدليات الخاصة، وإخراج المستشفيات الثلاث عن الخدمة بعد تدميرها ونفاد الأدوية منها.
ويجد المواطنون صعوبات بالغة في العثور على الأدوية المضادة للالتهابات والمسكنات وأدوية الأمراض المزمنة والمثبطة لجهاز المناعة.
ويخاطر مواطنون بحياتهم من أجل توفير بعض هذه الأدوية للحفاظ على حياتهم أو حياة أقاربهم، كما هو الحال مع المواطن أشرف عبد الله الذي يبحث لليوم الثالث على التوالي عن أدوية لوالدته التي تعاني من عدد من الأمراض المزمنة.
وقال عبد الله، في الثلاثينيات من عمره، إنه ومنذ أسبوعين يكرس جل وقته للبحث عن أصناف كثيرة من الأدوية لأفراد أسرته الذين يعاني معظمهم من أمراض طارئة وأخرى مزمنة.
وأوضح عبد الله أنه لم يعثر إلا على القليل من الأدوية وبعد مخاطرة كبيرة استطاع الحصول عليها من بعض النقاط الطبية النشطة.
أما المصاب عماد عمر حمدي فلا يزال ذووه يبحثون عن أطباء لعلاجه من إصابة متوسطة تعرض لها قبل يومين خلال محاولته الخروج من المنزل.
وذكر والده أن ابنه عماد بحاجة إلى تدخلات جراحية عاجلة لاستخراج عدد كبير من شظايا صاروخ أصابته، إضافة إلى إجراء بعض العمليات الجراحية السطحية.
ولم يخفِ قلقه الشديد على حياة ابنه إذا لم يتلقَ الرعاية الطبية اللازمة والسريعة خاصة أن جروحه بدأت تتعفن لغياب التعقيم والمضادات الحيوية.